ليست مهمتي أن أوزع الورد على الأفكار التي تستدرج لصناعة ورشة نجارة لصناعة النعوش أو اختطاف شباب ليستدرجوا من عمر الزهور إلى ظلمة قبور.
أحيانا أضع يدي في عش الدبابير وأعلم أني أزعج الدكاكين التي توزع الحشيش الغيبي والمخدرات الدينية، والذين تتدلى كروشهم من أموال الفقراء،
وأعلم أني أزعج التجار والموزعين، لكن صدقوني كل هدفي “جرجرة “ أكبر عدد من الناس للحياة؛ لذلك كلما سنحت لي الفرصة قانونيا للمساعدة في توظيف الناس أو الحصول على وحدات سكنية لهم أو تغيير تفكير إنسان لا أتردد في ذلك.
أنا أجد التنوير قادما، وذلك لما أراه من حجم الرسائل والاتصالات التي تصلني والمتوافقين معي في ازدياد.
شخص واحد تشرق الشمس بعقله يكفيني عن عمر من معارك التنوير.
أنا لست ضد أحد، ولا أوجه رصاص الكلمات لأسمي شخصا، أو أن حروفي تتوحم على اقتناص أفراد بعينها.
أنا ضد الأفكار لا الشخوص، وأحب أن تكون كلماتي شفافة كجناح فراشة، وإن كان فوق الجناح بعض الزجاج المدمي، فإن هذا الزجاج يأتي من حجم الم الواقع، وقهر القدر، وسلطة الأفكار التي حولت شبابنا إلى سجون مغلقة وصناديق مقفلة بمفاتيح مخبأة في جبب أما رجال دين يحملون أمية الفقه أو أمية السياسة فيتحول الشباب من قفل الفكر إلى قفل القبر.
أنا ومنذ ٢٣ سنة وأنا أمر على أبواب الناس أدق الأجراس، أحذر من المغامرات السياسية حبا في الناس وغضبوا كشابٍ مراهق لا يعرف مصلحته فيقود سيارته بسرعة جنونية على شوارع السياسة.
كل الذين فتحوا لي الباب جعلوا الأجراس مقدسة، وفتحوا لهم بيوتا ناجحة، وهم كثر، ولكم أن تنزلوا للشارع لتسألوا أين كانوا وأين أصبحوا؟ كلمة مستنيرة تلقيها بعقل إنسان كفيلة بتغيير كل حياته، إما تقوده للموت أو الحياة.
لهذا أنا أدعو إلى تشريع قانون منع رجال الدين من التدخل في السياسة والدخول للسياسة من أبوابها الوطنية دون تحويل البيانات المسمومة من الخارج إلى إبر لتخدير الناس. رجال الدين غير مهيئين للدخول في السياسة.
أنا تحملت كل الضغوط لسنين وما زلت أدفع فاتورة ورد التنوير الذي أنثره في شوارع مليئة بالزجاج وخردة القرارات الخاطئة.
لقد وقفت وصرخت وحيدا في صحراء السياسة الدينية في 2002 ضد مقاطعة البرلمان وصرحت في الصحافة
(المقاطعة خطأ استراتيجي)
حتى تحولت سمعتي الى مادة دسمة على موائد النميمة.
وهناك من تفنن بالخطب نقدا لي، و قيل فيَّ ما لم يقله مالك في الخمر، وصبرت وكنت أضحك ضحكة ديكارت.
اليوم أدق أكبر جرس وأمام باب العمارة يا جماعة،
العالم في تغير خطير وتحولات عملاقة قادمة، والامام علي (ع) يقول:“انتهزوا الفرص فانها تمر مر السحاب “.
كفاية استعراضا،
يكفي محارق،
يكفي إلقاء الزهور في المحارق السياسية،
وكفاية خروج جيوب صغيرة ترفع شعارات تعمق الجراح، ولا تخدم أحدا وتزعل الوطن.
لا تستدرجوا كل مشكلة إقليمية إلى واقعنا برفع شعارات.
لا تكونوا فلسطينيين أشد من فلسطين ولا لبنانيين أشد من لبنان.
دعونا ندعم الدولة وبالطرق القانونية في حل البطالة والإسكان وبقية الأمور.
أما على مستوى التاريخ، علينا قراءة التاريخ بمنطق دون لي عنقه.
والسؤال:
ماذا لو عاد بنا الزمان هل ستكررون ذات الأخطاء السياسية؟
لقد فشل الخطاب، وأثبتت التجربة أن الرومانسية السياسية وهياج الخطب الثورية ما كانت إلا مغامرات.
أنا أقول لكل الإسلاميين في المنطقة، إذا بقيتم تسمون المغامرات السياسية الكارثية دون استخدام النقد والمراجعة، وإعادة التقييم بواقعية فانتم على موعد لتكرار كوارث أكبر والله المستعان.
يقول العالم الفرنسي، غوستاف لوبون،
(العقل الجماعي هو نتيجة اختفاء العقل الفردي؛ ففي الجماعة تختفي الانتقادات ويعلو الشعور بالاندفاع).
أنصح إيران بأن تنتهج فصل الدين عن السياسة، وتنفتح على الخليج وأوربا والثقافة الاوربية، وحتي أميركا، وتحول البلد الي نظام حداثوي تقدمي وليبرالي لا ديني، فقد أثبتت التجربة أن الدين حمال أوجه، والأولي هو فتح النوافذ على المنهج المدني.
بحرينيا،
انظروا أين وصل الناس صرعى أمام عقلية المشموم بدلا من حجز مقعد لها بين النجوم!
حسابات الوكيل تتضخم من أموال الفقراء، فالحساب عند الوكيل اصبح اكثر أهمية من يوم الحساب.
لذلك أنا أدعو الناس إلى توزيع الخمس على المحتاج بنفسك وأنت تقدر ذلك، وليس على الفقير والمديون والمتخم بالقروض خمس.
كيف يخمس فقير ماله، وهو عنده ابن عاطل، وبلا زواج عدا عن قروض أخذها ليرتب زواج ابنه الفقير، عدا عن راتبه يتآكل في اول أيامه الأولى؟
ختاما أقول:
ستبقى الجراحة الفكرية، وستبقى غرفة العمليات والمبضع وسينتشر التنوير.