إن كنت تعيش في أمان الله وطرق باب منزلك غريب آت من مكان بعيد وطلب منك أن تؤويه وتقدم له الطعام والمنام، فهل كنت لتغض النظر عنه وتصرفه عن دارك أم ستؤويه وتطعمه وتخفف عنه مشقة الطريق؟! لكن ماذا لو أن ذلك الغريب استقر بدارك واستحل حجرتك وفناءك، وأكل وشرب ونام دون استئذان وبلا نية للرحيل؟ ماذا كنت ستفعل لو أتيت يوما ما ووجدت عائلتك وقد طردت خارج منزلك وقد أغلق الضيف الغدار عليه بابه وأعلن حيازته واستيطانه؟ هل كنت ستحارب وتقاوم أم تستسلم وترحل وتقدم له بيتك وحيك وبلادك على طبق من ذهب ليحتلها دون مقاومة؟!
إن كنت اخترت المقاومة فلأنك صاحب حق يطالب بحقه، فما انتزع بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، لكنك أيضا ومن حيث لا تتوقع ترمى بتهمة الإرهاب، وتنعت بالإرهابي لأنك لا تقبل الذل، وتناضل لاستعادة أرضك التي سُرِق حصادها ودارك الذي استملكوه. هل كان ينبغي لك أن تقبل وترحل أخرسًا لا يلوي على شيء، أم تقاوم حتى النصر؟! العدو متمكن، والخلل في ميزان القوى واضح ومبين، وما يؤلم حقًا أن عليك أن تواجه قدرك بتسليم مطلق، فقد قدر الله وما شاء فعل. “فما لكم كيف تحكمون”.