لم تكن تحلم كل المنصات المتخصصة في بث أفلام الإثارة الهوليوودية في تقديم عمل مثير ومشوق يضاهي الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة ونهايتها بفوز الرئيس المنتخب دونالد ترامب وعودته مجددا إلى سدة الحكم في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض. نهاية مدهشة بعد خسارته انتخابات مثيرة للجدل والثورة عليه إعلاميا والتشكيك في ولائه لبلاده وشن حملات تلمح بشكل فج لشبهة عمالته لروسيا وأنه مضطرب ذهنيا وغير لائق صحيا ومع عدم إغفال أبدا للملاحقات القضائية بحقه على صعيد الولايات وعلى الصعيد الفيدرالي، وتمت إدانته في أحدها بشكل مريب، وطبعا هذا بالإضافة إلى تعرضه لمحاولتي اغتيال نجا من إحداها بمعجزة كبرى.
والهجوم الممنهج الذي شنه الحزب الديمقراطي على دونالد ترامب خلال الحملة عبر الأدوات الإعلامية الكبرى التي بطبيعتها تميل لليسار الديمقراطي، يضاف لذلك حملات جمع الأموال بمئات الملايين من الدولارات وعسكرة كبار نجوم هوليوود لأجل تأييد مرشحة الحزب الديمقراطي المنافس كامالا هاريس بشكل غير مسبوق.. كل الفرضيات كانت تشير إلى أن هذا الضغط سيهزم دونالد ترامب وحتى استطلاعات الرأي العام التي كانت تشير إلى تعادل حاد بين المرشحين تبين أنها كانت مضللة ومغيبة لتظهر النتائج اكتساحا كاملا لصالح دونالد ترامب. المشهد الأخير من الحملة وتحديدا حينما صعد الفائز الرئيس المنتخب دونالد ترامب وسط فرحة وهتافات أنصاره ذكرتني بعنوان الفيلم الهندي البوليوودي الشهير “عاد لينتقم”، في جعبة دونالد ترامب أسماء كثيرة مهددة بالدخول في دوائر تصفية الحسابات. من الواضح جدا أن حملة دونالد ترامب الأخيرة تمت إدارتها بشكل مهني واحترافي مغاير تماما عن حملتيه السابقتين، فقد أحاط نفسه بفريق مخضرم من الخبراء في إدارة الحملات الانتخابية.
وركز وبشكل مركز على القضية الأهم التي تهم الناخب الأميركي وهي الاقتصاد، ثم أمن الحدود، على عكس ما فعله الحزب الديمقراطي بتركيزه على قضية حق الإجهاض وحقوق المثليين.
أول مئة يوم من حقبة الرئيس الأميركي الأسبق والجديد دونالد ترامب ستكون في غاية الأهمية، فبناء على اختياراته لشخصيات وزير العدل والخارجية والدفاع والمالية والمخابرات ستوضح للعالم إذا ما كان نهجه القادم انتقاميا أو توافقيا.
كاتب وإعلامي سعودي