أيام قليلة أو بالأدق ساعات معدودة تفصلنا عن لحظة الحسم التي سيتم فيها الإعلان عن الفائز في سباق الرئاسة الأميركية، وهي الانتخابات الأهم في العالم لأنها تخص القوة العالمية الأهم والأكبر سواء كان ذلك من الناحية السياسية أو العسكرية أو الاقتصادية، وهذا النوع من الثقل – أو الأهمية - من الطبيعي جدا أن يكون له الأثر الكبير والعميق في قوة التأثير على سياسات العالم بلا استثناء، ولهذا يتابع العالم باهتمام مجريات الانتخابات الرئاسية الأميركية لمعرفة الفائز وبالتالي محاولة فهم الآثار المتوقعة للسياسات المقبلة.
وحتى هذه اللحظة من الساعات الحاسمة من السباق الملتهب تبدو الفرص متكافئة ومتعادلة بين دونالد ترامب وكامالا هاريس. استطلاعات الرأي تظهر تعادلا في نسب التأييد فيما يخص المسح العام للولايات كلها ونفس الشيء يظهر في الولايات السبع الحاسمة والمعروفة باسم المتأرجحة. وهناك من يشكك في استطلاعات الرأي، خصوصا عندما يتذكرون استطلاعات الرأي التي عكست صورة مغايرة تماما لنتيجة الانتخابات النهائية في انتخابات ٢٠١٦، والانتخابات التي تلتها في ٢٠٢٠، لذلك يصرح عدد غير بسيط من المتابعين بأن استطلاعات الرأي ستكون بلا معنى وقت ظهور النتائج الأخيرة التي ستظهر اكتساح ترامب، وهذا ما يروج له مناصروه بقوة، وعلى النقيض تماما يقدم فريق كامالا هاريس وجهة نظر مؤيدة لحملتهم بالقول إن النتيجة ستكون مفاجأة سارة لهم. المؤكد أن هذه الانتخابات فيها الاستقطاب والانقسام، ما تسبب في حالة من العدوانية والكراهية التي حولت المجتمع إلى برميل بارود قابل للاشتعال والانفجار في أية لحظة. لم تعرف الانتخابات الرئاسية الأميركية في تاريخها حملة مثل التي حصلت خلال الحملة الحالية، وهناك شحن نفسي هائل ولافت بأن الخاسر لن يقبل النتيجة وسيصعد الموقف بالعنف والقوة والفوضى.
دول العالم تحبس أنفاسها ترقبا للنتائج النهائية لهذه الانتخابات لمعرفة نوع القرارات الأميركية القادمة التي ستؤثر على الاقتصاد والحرب والعلاقات الدولية، ولكن يبقى السؤال الأخطر الذي يسأله الأميركيون بين بعضهم هو هل تستطيع أميركا النجاة بسلام من الاستقطاب الحاصل؟.