تشهد المنطقة التي نعيش فيها حالة من الجدل يوميا في ما يدور بين أطراف الصراع حاليا، خصوصا ما يجري بين حزب الله وإيران من ناحية، وبين إسرائيل من ناحية أخرى. وفي ظل الأحداث الكبيرة التي وقعت، والاختراق الكبير الذي وقع لحزب الله، وسلسلة الاغتيالات التي جرت وانتهت بسقوط زعيم حزب الله حسن نصرالله، هناك حالة واسعة من الجدل بين مؤيد وبين منتقد لسياسات إيران وحزب الله وما نتج عنها من دمار للشعب اللبناني، وهناك عشرات الأسئلة التي لا تزال بلا إجابة حول ما يجري، فهناك من يرى أن حزب الله جر إلى لبنان الخراب وتسبب في كل الخسائر التي وقعت، كما تسبب في تخريب الحياة السياسية اللبنانية، وكان سببا في بقاء لبنان بلا رئيس منذ سنوات وحتى الآن مستخدما قوته في البرلمان في هذا التعطيل بدلا من أن يستخدم الضغط لتحقيق الوحدة وانتخاب رئيس للبلاد.
وهناك من يرى أن إيران لا تزال تمارس سياستها القديمة الجديدة وتأكل بأسنان غيرها وتستخدم حزب الله كجبهة متقدمة دون أن تشارك مشاركة حقيقية في أية حرب، وأنها تفعل أي شيء في سبيل المضي قدما في إنجاز برنامجها النووي، وتقدم قرابين من أجل تفادي تعرض برنامجها هذا لأية ضربة تعطله أو تقضي عليه.
وتذهب هذه النظرية إلى أن الضربة الصاروخية التي وجهتها لإسرائيل قبل أيام قليلة والضربة التي سبقتها قبل أشهر كانت مجرد تمثيلية متفق عليها ضمنا بين إيران وإسرائيل وبإشراف من الولايات المتحدة، وأن إطلاق 400 صاروخ على تل أبيب دون الإعلان عن أية إصابات لا يمكن أن يكون أكثر من تمثيلية هزلية! ويرى فريق كبير من أنصار هذه النظرية أن إيران في سبيل حماية برنامجها النووي قدمت حسن نصرالله نفسه قربانا لإسرائيل والولايات المتحدة.
وإذا صح ما يقوله أصحاب تلك النظرية فإن نتيجة ما يجري ستكون لصالح إسرائيل التي ستوسع نفوذها، وتفرض سياسات أمنية جديدة تجاه جنوب لبنان ولصالح إيران التي حافظت على برنامجها النووي.
أما لبنان فهو من يقدم الثمن للطرفين على حساب أمن واستقرار شعبه، ويكفي أن نقول إنه خلال يوم أو يومين سقط من اللبنانيين أكثر من ٥٠٠ شخص بسبب العدوان الإسرائيلي المجرم.
كاتبة وأكاديمية بحرينية