“إن مكاسب السلام التي أعقبت نهاية الحرب الباردة أصبحت الآن ذكرى بعيدة، اليوم نقف أمام عصر جديد بتحديات جديدة، ويجب أن نجدد التزامنا بالسلام باعتباره الأساس الذي نبني عليه الرخاء والأمل المستمر للجميع”.. هكذا تحدث صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة يوم الثلاثاء الماضي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي رأيي الشخصي هذه المقولة يجب أن توضع في برواز وتعلق على جدران الأمم المتحدة، ليس فقط لأنها تعبر بشكل موجز وواضح عن مضمون السياسة الخارجية البحرينية في العهد الميمون لجلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفة، لكن لأنها أشارت بشكل مباشر وواضح إلى موضع الداء في هذا العالم الذي يتمثل في عجز الأمم المتحدة عن تحقيق الهدف الذي أنشئت من أجله في الأساس وهو تحقيق الأمن والسلم في هذا العالم.
فالتطورات التي وقعت في العالم وطبيعة الصراعات الموجودة وتصاعد التوتر والتطرف واشتعال بؤر الصراع الساخنة هنا وهناك، كل ذلك يجعل مقترح سمو ولي العهد بإصلاح الأمم المتحدة بكل هيئاتها أمرا ضروريا الآن وليس غدا، لقد أصبحت الصراعات الحالية خارج قدرة هذه المنظمة الدولية في ظل ظروفها وقواعدها التي تقادمت وأصبحت عاجزة تماما. لقد تطور كل شيء في العالم منذ تدشين هذه المنظمة ومجلس أمنها بقواعده المعروفة، تطورت أدوات الصراع وطبيعة الجرائم التي ترتكبها الدول والأفراد، وتغيرت التوازنات التي ولدت المنظمة في ظلها، فلماذا لا تتطور المنظمة ذاتها؟ ألم تطور الدول قوانينها وأدواتها في مواجهة الجرائم المستحدثة وغيرها من المشكلات والتحديات؟ فلماذا تبقى المنظمة بأدواتها وقوانينها العاجزة؟!
*كاتبة وأكاديمية بحرينية