العدد 5804
الأربعاء 04 سبتمبر 2024
banner
مبارك للفنانة هدى عبد الله
الأربعاء 04 سبتمبر 2024


قرأت في الزميلة" أخبار الخليج"- ببالغ الفرح والسرور- تقريراً إخبارياً عن نيل الفنانة البحرينية الموهوبة القديرة هدى عبد الله درجة "الدكتوراه" عن رسالتها الدراسية بالغة الأهمية بعنوان" تاريخ أغاني النساء الشعبية في البحرين"، وذلك من جامعة حلوان المصرية، وقد أشرفت على الدراسة الدكتورة شيرين أحمد عبد اللطيف( عميدة كلية التربية الموسيقية بالجامعة)،أما لجنة  المناقشة فقد تكونت من كبار المتخصصين أكاديمياً في الموسيقى العربية، وهم الأساتذة كل من: صالح رضا صالح مصطفى، ومحمود عبد الفتاح محسب، وماجدة العفيفي محمود.وسرني أيضاً حرص الزميل الأستاذ السفير خليل الذوادي( الأمين العام المساعد للشؤون العربية والأمن القومي بجامعة الدول العربية) على حضور جلسة المناقشة بصحبة قرينته السيدة منى إسماعيل الهرمي، وكذلك زوج الفنانة الدكتورة هدى المايسترو الصديق الفنان خليفة زيمان.(وعلمت شخصياً في ساعة متأخرة من البارحة أن الأستاذ الذوادي أقام مأدبة عشاء بهذه المناسبة دعا إليها الزوجين، بالإضافة إلى مدعوين آخرين). وتعد الدراسة التي نالت عليها فنانتنا درجة الدكتوراة بمثابة استكمال لدراسة سابقة بعنوان " تاريخ أغاني النساء الشعبية في البحرين" نالت عليها درجة الماجستير. ومما لا شك فيه كما يتضح من مضمون الخبر أن الفنانة هدى خاضت غمار حقلي كلتا الدراستين متخطية" بذلك مصاعب عديدة واجهتها في مسيرة بحثها العلمي لنيل كلتا الشهادتين العلميتين العليين عن كل جدارة واستحقاق. 
والحال إن مبعث سروري لنيل الفنانة عبد الله درجتي  الماجستير والدكتوراه ليس لكونها زوجة الصديق الفنان زيمان فحسب، بل والأهم من ذلك حاجة بلادنا الماسة إلى هذا النوع من الدراسات الرصينة العلمية المعمقة على مستوى نوعي رفيع، إذ ما زلنا في حقيقة الأمر نفتقر إلى هذا الضرب من الدراسات تحديدا، وهذا أمر معيب إذا ما تذكرنا أن البحرين هي واحدة من أعرق وأبرز بلدان الخليج العربي والجزيرة ثراءً بحقول تراثها الشعبي المتعددة والتي شكلت جميعها منبعاً رئيساً خصباً يصب بروافده التأثيرية في كل الأقطار الشقيقة المجاورة -فناً موسيقياً وغنائياً- ناهيك عن الأمثال الشعبية والرقصات الفلكلورية، إذ لا يكاد بلد خليجي يخلو تراثه من التأثر والاستلهام من تراثنا الشعبي الخصب العريق في شتى موائله إن في المدينة أو في الريف، وسواء في أغانيه الشعبية، ومنها أغاني الغوص والنخيل، أم في ألعاب الأطفال الشعبية، دون أن ننكر بطبيعة الحال ما نتأثر به بهذا القدر أو ذاك من تراث لأقطار المنطقة.وإذ تنبع سعادتي الكبيرة بهذا الإنجاز الذي حققته أُختنا الفنانة هدى من شغفي الطويل أيضاً بحقل الدراسات التراثية الشعبية، فضلاً عن اللغوية، مما حفزني لكتابة دراسات ومقالات عديدة بهذا الشأن في الصحافة المحلية والخليجية( صحيفة "الخليج" الإماراتية خصوصا، سيما في ملحقها الرمضاني السنوي )، فإن الأمل يحدونا بقوة أن يتم إحتضان موهبتها التي عززتها بدراسات علمية مهمة نالت عليها درجتي الدكتوراه من واحدة من أرقى الكليات المصرية في دراسة الموسيقى العربية، وتنتمي لبلد عربي كبير كانت عاصمته أول من احتضن مؤتمراً  تاريخياً للموسيقى العربية عام 1932، وأن يتمثل احتضان موهبتها وحصول الدكتوراه النادرة في هذا المجال من خلال فسح المجال لها في بلدها لتشغل المكان اللائق بها لتحقيق طموحاتها وأحلامها في تطوير الدراسات التراثية في وطننا الحبيب، وكذلك من خلال دعم طبع كتاب يضم بين دفتيه كلتا الدراستين، أو كتاب لكل واحدة على حدة. وأخيراً لا يسعنا إلا أن نزف خالص تهانينا إلى الدكتورة هدى بهذا الإنجاز الغالي .. و  "ألف مبروك" . 
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .