مهما يكن، يظل رأس المال البشري هو الثروة الفكرية الأساسية التي ينبغي أن تحظى بأقصى درجات الاهتمام والرعاية. الإنسان بقدراته وإمكاناته العقلية هو الأساس الذي تبنى عليه الحضارات وتزدهر به الأمم. بدون الاستثمار في تطوير مهارات الأفراد وتعزيز معارفهم، تبقى أي أمة عرضة للركود والتراجع.
لذلك، يجب على الدول أن تضع تطوير رأس مالها البشري على رأس أولوياتها من خلال توفير تعليم عالي الجودة وبرامج تدريب مستمرة تواكب التغيرات السريعة في مختلف المجالات و الأهم من ذلك هو اعطاؤهم الثقة الحقيقة، فإن الأجنبي ليس من يرى هذا الوطن كبيته أنا أهل هذا الوطن.
الاستثمار في رأس المال البشري لا يقتصر على التعليم فقط، بل يتضمن أيضًا تحسين جودة الحياة وتوفير بيئة صحية ونفسية تدعم نمو الأفراد وتطورهم. فالأمم التي تعي أهمية رأس المال البشري وتسعى لتطويره بشكل شامل هي تلك التي تضمن لنفسها مكانة متقدمة في المستقبل، قادرة على مواجهة التحديات بفضل عقول أبنائها وإبداعاتهم، تشجيع البحث العلمي والابتكار ليس فقط على مستوى المؤسسات الكبرى، بل على مستوى الأفراد أيضًا، لخلق بيئة تحفز على الإبداع وتفتح آفاقًا جديدة للعقول المتميزة.
الثروة الحقيقية والتي لا تنفد هي العنصر البشري، الذي هو المحرك الأساسي للتنمية المستدامة والازدهار المستقبلي؛ لذلك، يجب على كل أمة تسعى إلى التقدم أن تجعل الإنسان محور استراتيجياتها وتعمل على تنمية مهاراته وإمكاناته ليصبح العمود الفقري لبناء مستقبل مزدهر ومستدام.