العدد 5774
الإثنين 05 أغسطس 2024
banner
ثرثرة موقعة باسم الأغنية البحرينية
الإثنين 05 أغسطس 2024

الصديق الفنان خالد الرويعي قد يكون من القلة الذين يستمعون على الدوام إلى الأغنية البحرينية القديمة التي تحمل هويتنا وجلال ثقافتنا، وخلال حواري الشهر الماضي مع الفنان القدير محمد يوسف الجيري في “بودكاست البلاد” أكد أن “الأغنية البحرينية حاليا بلا روح ولا هوية”، وهذه قضية خطيرة في تاريخ الفن، لكنها اليوم أخطر منها فيما سبق من زمن، رغم أن والدنا محمد الماجد رحمه الله كتب في منتصف السبعينات مقالا بعنوان “الأغنية البحرينية بين الميوعة والتفاهة” أوضح فيه أن البحرين كانت التربة الخصبة التي نبتت فيها الزهرتان، محمد بن فارس، وضاحي بن وليد، ونامت عبقرية الغناء الخليجي فترة طويلة، بعد موت محمد وضاحي، وظهرت خلالها طحالب تافهة، حاولت أن توجد لها مكانا في الغناء الخليجي لكنها لم تستطع، لأنها كانت تفتقر إلى الأصالة، وأن الأغنية بحاجة إلى من ينتشلها من هذه المراهقة الذليلة.


أتصور أننا بحاجة إلى عقد جلسات تمتد لأيام طويلة بغية الوصول إلى المفاتيح الأولى للمشكلة التي أمامنا، فمشكلة الأغنية البحرينية مادة ضخمة ومتشعبة ومليئة بالاتجاهات والتناقضات، فما نسمعه اليوم من ثرثرة موقعة باسم الأغنية البحرينية يثير الاستغراب والنفور، بالأزياء والألوان والتشكيلات، ونجد أنفسنا منذ اللحظة الأولى ونحن ندخل إلى عالم هذا العمل اللافني، إننا أمام شيء غريب ومعزول عن معالم الأغنية البحرينية المعروفة بروعتها وأصالتها، وتراثها الفريد، ولا أعرف هل يمتلك المتطفلون على الغناء رؤية وبصيرة لتفحص نتاجهم وتقويمه، وهل هم مؤمنون من الأصل بأنهم أصبحوا يجيدون الغناء ومنحهم الله الموهبة.


لقد وضع الأساتذة الكبار بصماتهم على الأغنية البحرينية، وكانوا سببا في شهرتها الواسعة في ذلك الزمن البعيد الذي هدأت عاصفته الإبداعية بكل أسف، وجاء من يثير السخرية والمرارة في الوقت نفسه.


* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .