العدد 5771
الجمعة 02 أغسطس 2024
banner
الحوادث التي تقع لنا هي التي تشيدنا أو تحطمنا
الجمعة 02 أغسطس 2024

يقولون إن حياة الإنسان تكون إما بيضاء أو سوداء، لا ألوان وسط، لكن هو الوحيد الذي يستطيع أن يعبر النهر ليهاجم التلال السوداء في حياته، ويصنع مصيره بنفسه، واليوم سأبتعد عن أروقة السياسة والشمس التي تحمل على كتفها هموم الشارع، لأسبح في روحانية فلسفة س. كابريو وروعتها.
تعلم أن تستبدل بالرأي السلبي رأيا إيجابيا، فخير للمرء ألف مرة أن يتطلع إلى المستقبل من أن يظل يذكر ضروب الفشل الماضية. إنك لا تستطيع إصلاح الماضي، أما الحاضر والمستقبل فهما من صنع يدك، ولك أن تدبر أمرهما وتستمتع بهما.
لا تجتهد في طلب الكمال، فمن يطلب الكمال كمن يطلب أن يكون نزقا طائشا، كلاهما عصابي. وليس خطيئة أن تنعم بالحياة إذا التزمت الاعتدال، فالحياة المتزنة تقع في دائرة قدرتك على إيجاد التوافق بين الرغبة في اللذة التي يوحي بها اللاشعور، وبين المطالب التي يفرضها ضميرك. وتذكر أن الحوادث التي تقع لنا هي التي تشيدنا أو تحطمنا، فرد الفعل لهذه الحوادث هو الذي له خطره وتقديره، فاستمتع بعواطفك ومشاعرك، لكن لا تجعلها تسيطر عليك وتتحكم فيك.
احذر أن تجعل اللهو غاية في الحياة، فإن ضروب الصراع لا تحل بعدم المبالاة بالحياة، إنما يفضي هذا الموقف إلى استنفاد نشاطنا العصبي، ويقوي إحساسنا بالجرم، ويسبب انبعاث صراعات انفعالية أخرى.
تذكر أن فينا جميعا نزعات ورغبات نحن مضطرون لكبحها، فإذا لم تكبح فإنها ستفضي إلى عدم الانسجام والتوافق، والكشف عن رغباتنا المكبوتة وتسليط الضوء عليها يقللان مخاوفنا، فتعلم أن تواجه النزعات المتغلغلة في أعماقك، وتقبلها على علاتها.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .