قبل أن نمضي في الموضوع خطوة واحدة، نرى لزاما علينا أن نذكر أن العفو الملكي السامي عن مئات السجناء أبهر دول العالم قاطبة والمنظمات الدولية، وعكس ريادة مملكة البحرين في حقوق الإنسان، وأتحدى أن بلدا في العالم قام بمثل هذه الخطوة الأبوية التي تتيح الفرصة للمئات من المسجونين للانخراط في المجتمع بشكل إيجابي، وأن يكونوا مواطنين صالحين، ينفعون مجتمعهم ووطنهم، لكن اتضح أن بعضا من هؤلاء لا يرغبون في حياة نظيفة جديدة، إنما السير بالطول والعرض في خراب الأرض.
من تأتيه فرصة العفو الملكي يفترض أن يعض عليها بأسنانه، وأن يشكر الله بأن هناك من يرشده وينمي شعوره بحب الخير والعمل على الفضيلة، وكيف يخدم وطنه ويغرس فيه روح الانتماء والاعتزاز بالوطن وترك نوازع الشر والعدوان، لا أن يصر على الضلال والجهل ومسيرات الشغب.
وزارة الداخلية أعلنت مؤخرا “إلقاء القبض على عدد من المشاركين في مسيرات شغب مخالفة للقانون في الفترة الأخيرة، وقد تبين أن عددًا من المقبوض عليهم كانوا قد استفادوا من العفو الملكي السامي بالإفراج عنهم بعد محاكمتهم في قضايا جنائية مختلفة، إلا أنهم عادوا لارتكاب الجرائم، ولم يستغلوا هذه الفرصة الكبيرة ليكونوا أفرادًا صالحين في مجتمعهم. كما تبين أن بعض المقبوض عليهم من صغار السن، وقد تمت مباشرة اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم”.
هذا يعني استحالة الإصلاح والتأهيل مع أمثال هؤلاء الذين مازالت تسيطر عليهم القوى الرجعية وتنمو فيهم بشكل غريب ودائم، وبينهم وبين روح الولاء والانتماء الوطني سد عال منيع، فالحياة الجديدة بكل المقاييس لا تناسبهم.
*كاتب بحريني