منذ عودة الحياة النيابية في العهد الإصلاحي لجلالة الملك المعظم، شارك البحرينيون في الانتخابات النيابية لـ 6 فصول تشريعيّة للأعوام (2002، 2006، 2010، 2014، 2018، 2022) وشارك البعض منهم في الانتخابات التكميلية إبّان الفراغ التشريعي لـ 18 دائرة في سبتمبر 2011، ونشهد حاليًا فراغًا في الدائرة الأولى لمحافظة المحرق بعد قضاء محكمة التمييز ببطلان عضوية محمد الحسيني من مجلس النواب، ويجري الإعداد لانتخابات تكميلية من المقرّر أن تكون في السابع من سبتمبر المُقبل.
هذه التجارب العديدة تحتّم أن يكون هناك وعي انتخابي تراكمي لدى عموم الناس (ناخبين ومرشحين) مفادهُ أن هذا الميدان يجب أن لا يكون مكانًا لتجربة الحظ بدافع أن النائب/ة الفلاني/ة - صاحب التجربة السيئة - ليس أفضل مني، أقول هذا الكلام لأنه - ولحد كتابة هذه السطور - أبدى 14 مواطنا عزمهم الترشح نيابيًا عن مقعد أولى المحرق، البعض منهم اسمه جديد حتى على مسامع أهالي الدائرة فضلا عن المتابعين والمراقبين.
ظاهرة عزوف الساسة والكفاءات والوجهاء عن خوض المعترك الانتخابي مهما حاولنا أن نتفهم أسبابها إلا أنها خلقت فراغًا يسيل له لُعاب الباحثين عن المردود والامتيازات يحتّم علينا استنهاضهم من باب المسؤولية الوطنية، بعض الأصوات تُعزي ذلك التهافت على الترشح إلى الاشتراطات التي اقتصرت على أن يكون تحصيل المرشّح العلمي إجادته القراءة والكتابة باللغة العربية فقط، وهذه الحجة يرد عليها المشرّع البحريني بأن هذه المساحة الكبيرة غرضها إتاحة الحق السياسي للأغلب الأعمّ من الناخبين المدرجين على جداول الناخبين بأن يترشحوا تمثيلًا لحقّهم الدستوري والأمر متروك حسمه للناخب نفسه.
في المسلسل الكويتي الشهير "العتاوية" أُجريت مقابلة للمرشّح عتيج المسيّان/ المرحوم عبدالحسين عبدالرضا مع المذيع أبوخوخة، قال فيها إنه نزل عنادًا في بعض الناس وتحدّيا لغريمه المحامي يكيكي، وعندما سُئل عن برنامجه قال إنه لا يملك برنامجا ولا مشروعا، وإنه يحب الطرب وأغاني البحر وأغنيات فريد الأطرش وحكمته يا زارع الريحان فوق السطوحي لا تزرعها يا زين عذّبت روحي، ومبدأه احترام قوانين المرور، هذا المثال ليس استنقاصًا من أحد بقدر ما هو تصوير كوميدي لواقع مرير شهدناه ينمو كظاهرة مؤسفة منذ انتخابات 2014 تحديدًا، والأمثلة كثيرة.
ختامًا المرجو من أهلنا في أولى المحرّق أن يقدّموا أُنموذجًا للناخب الواعي الذي تحرّكه المسؤولية الوطنية بعيدًا عن المحسوبيات والفئويات لتقديم نائب يمثلنا جميعًا بأفضل صورة، وأن يتذكروا دائمًا بأن كل البحرينيين يراقبون نتيجة صناديق الاقتراع التي ستحدّدها أصواتكم الواعية.
كاتب بحريني