“صحافة المواطن” مصطلح يتفق الكثيرون على أنّه ظهر فعليًا بعد أحداث تسونامي المحيط الهندي في ديسمبر 2004، وتعرّف بأنها الصحافة التي يصنعها أو يشترك في صنعها المواطن ويقوم بتوظيفها في تبادل الأخبار والرأي بينه وبين باقي المواطنين عبر شبكة الإنترنت، خلال عقدين من الزمان باتت هذه المنصّات الأكثر تأثيرًا في صناعة الإعلام والأسرع انتشارًا كذلك، ولكنّ تبقى الموضوعية، المهنيّة والمصداقيّة، عناوين رئيسة أبقت السلطة الرابعة “الصحافة” المصدر الأول للأخبار الرسمية. المُراد من هذه المقدّمة هو القول للسادة النوّاب بأن الحسابات والشبكات الإخبارية على وسائل التواصل الاجتماعي منصّة المواطن، صفتكم السياسية لا تتناسب مع الحاصل من فوضى تخلقها بعض التصريحات التي تعطونها بعض الحسابات بحثًا عن “سبق صحافي” هنا أو مناكفة هناك.
بمتابعتي الشخصية للحراك البرلماني أرى الكثير من التصريحات التي تُنشر في وسائل التواصل الاجتماعي من بعض النوّاب بعيدة عن صميم عمل النائب التشريعي والرقابي، بل حتى عن الملفات المطروحة في المجلس، والأمثلة كثيرة منها ما يُشكّل مزاحمة لأعضاء المجالس البلديّة في عملهم وإنجازهم، تصريحات في قضايا تخص الحكومة والجانب الرسمي والسياسة الخارجيّة حتى، إثارة الرأي العام بقضايا هامشية الهدف منها المناكفة والقول “أنا موجود”! الملف المعيشي وكل ما يُسهم في تحسين وضع المواطن الاقتصادي لمجابهة شبح التضخّم والغلاء، إعادة توجيه الدعوم، البطالة وملف العاطلين، الزيادة السنوية الموقوفة للمتقاعدين، الوقوف على تقارير ديوان الرقابة المالية والإدارية، كلها ملفات يترقب الناس منكم تصريحات وتحركات تطمئنهم تجاهها أولى من تصريحات “التيك أوي” التي لا تُغني ولا تُسمن من جوع.
* كاتب بحريني