نشهد هذه الأيام، ونحن على أعتاب انتقال أفواج من شبابنا الطلبة من مختلف المدارس الحكومية والخاصة في مملكة البحرين للدراسة الجامعية، حراكاً تعليمياً وعصفاً أسرياً ذهنياً لاختيار مصير الأبناء، ففي أي تخصص من الأفضل أن يتوجهوا، وإلى أية جامعة، حتى يتحدد مصيرهم المهني ومستقبلهم.
هي مرحلة مهمة جداً في حياة أي فرد؛ لأنها ستؤدلج طبيعة حياته واهتماماته وتحدياته المرتقبة، وما ينبغي أن يكون ويستمر في السعي إليه ويعكف على تحقيقه في سبيل أن يكون عنصراً فاعلاً وناجحاً في المجتمع، ويفخر بنفسه، وتفخر به أسرته.
والأهم من ذلك ما ينطوي عليه قرار السفر والدراسة إلى خارج البحرين، فهي ليست مجرد تحصيل وطلب للعلم على المستوى الشخصي، بل إنها واجهة للبلد، ورسم انطباعات، وتشكيل آراء، يرسخها الفرد في الخارج أمام شعوب مختلف الدول بما تحوي من أعراق وديانات وتوجهات متعددة ومختلفة.
يعتبر كل الطلبة في الخارج سفراء لبلدانهم، وعليهم مسؤولية كبيرة إزاء ذلك، فهم لا يمثلون أنفسهم وحسب، بل يمثلون البلد الذي ولدوا وتربوا وترعرعوا فيه، واكتملت شخصياتهم فيه، واستفادوا من خيراته، ويحملون هويته، وبالتالي فإنه من واجبهم الحرص على أن يكونوا خير سفراء لبلدانهم، وهو ما جبل عليه أهل البحرين الذين تركوا انطباعاً راسخاً في نفوس وعقول أبناء سائر الدول بما يتميزون به من دماثة في الأخلاق وحسن في التعامل والتصرف، وهو مسير سار عليه الآباء، ويحمل مسؤوليته أبناء اليوم والغد.
* كاتب وأكاديمي بحريني