العدد 5761
الثلاثاء 23 يوليو 2024
السلع الاستهلاكية ارتفعت بأجنحتها إلى السماء
الثلاثاء 23 يوليو 2024

“صباح الخير.. يا جماعة شوفوا لنا حل مع قضية الغلاء.. أسعار السلع الاستهلاكية وصلت سقف غير مسبوق.. زيارة تفقدية إلى أي سوبر ماركت ستجدون الفرق وقفزات خارقة في الأسعار”. هذه الرسالة وصلتني صباح يوم الأحد الماضي من فنان صديق متقاعد ليس من أصحاب الدخل المحدود، إنما أفضل حالا على الأقل، لكنه قال الحقيقة الجاثمة في العيون وحبكة الفصل المضحك شديد البساطة.
وبعيدا عن مستوى التأمل والتنظير ولو حاولنا قراءة الواقع وما حقيقته وماهيته، سنكتشف أن معظم السلع الاستهلاكية ارتفعت بأجنحتها إلى السماء، لكن الإجابة لا تحمل سببا للحزن. فالأسعار “مولعة” في كل دول العالم وكل مواطن يتناول القلم ويكتب معاناته ويشهق بصوت عال عند دخوله أية سوبرماركت، وحتى في “البرادات الصغيرة” التي أغرتها لذة غريبة للنيل من جيب المواطن البسيط، فهناك برادات تبيع سلعة معينة بـ 1.800 فلس، وبرادة أخرى قريبة منها تبيع نفس السلعة بدينارين.. وسلعة تباع بـ 350 فلسا، وهناك تباع بـ 300 فلس.. كل برادة تبحث عن وجه حسن منير، وعندما تسمع صوت أقدام في داخلك تحثك على التبليغ عن هذه الفوضى في الأسعار، يعصف بك الضمير بشدة ويقول لك.. “يات على هالبرادات الصغيرة بس”!
الذي أعرفه أن لكل مصنع غذائي سياسة في التوزيع والبيع على حسب العرض والطلب، لكن عندما تحدق في وجه هذه السياسة سترفع عينك إلى أعلى نحو الطابق الأخير لتلمح شباكا مفتوحا كتب عليه.. السعر ثابت، ولا مفر فنحن نعاني أيضا من شدائد الحياة. ثم تمسك عن الكلام مبتسما وتذهب إلى السوبرماركت لتقف وجها لوجه أمام صدمة ارتفاع الأسعار، ولا تزال هذه المحلات تحمل لنا في كل يوم أفواجا من المفاجآت.
وأقول للصديق.. لم تصل إلى نهاية الشوط بعد.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية