انتشر قبل أسابيع فيديو لطفل فلسطيني وسط الدمار في قطاع غزة، وهو في حالة نفسية مزرية، يشتكي من سوء الأوضاع المعيشية، ويرفع صوته عالياً بالدعاء، صاباً حمم غضبه تجاه الحكام العرب والدول الخليجية! هذا الطفل ليس إلا نموذجاً واحداً لعدد آخر من الأطفال الذين يعانون صعوبات حياتية كبيرة جراء عملية الإبادة الجماعية والتهجير التي تمارسها إسرائيل. الفيديو يظهر فيه الطفل وحوله مجموعة من النساء، وبالتأكيد كان هناك من التقط الفيديو ونشره على نطاق واسع، وتم تداوله حتى وصل إلى أقطارٍ عدة. الطفل الصغير، فردٌ قاصر، محدود التفكير، وبالتأكيد هو في وضع حرج نفسياً وصحياً، وبالتالي فإن العتب لا يتوجه له، إنما لمن لقنه ما يقول، ومن صوره، وعائلته التي سمحت بتسجيل هذه الشتائم ضد دول الخليج العربي وقادتها، وكأن هذه الدول هي من تمارس القتل بحق المدنيين في غزة!
هناك حملة تشويه منظمة تستهدف دول الاعتدال العربي، وتقديمها بوصفها شريكة لإسرائيل في جرائمها، في حين من يتابع بإنصافٍ وحيادية، سيجد أن هذه الدول وفي مقدمتها السعودية تنشط في المحافل الدولية من أجل وقف دائم وشامل لإطلاق النار، وتدفع بكل قوة نحو تفعيل مسار سلام جدي وموثوق. وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، جاب أهم عواصم القرار الدولي، صحبة عدد من وزراء الخارجية العرب، من أجل دعم حل الدولتين، وتثبيت حق الفلسطينيين في دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، هذا فضلاً عن المساعدات الإغاثية والتبرعات المالية المليونية المستمرة التي قدمتها الرياض وبقية العواصم والشعوب الخليجية للمدنيين في غزة. يخبرني صديق عن معاناة ابنته في إحدى المدارس، وكيف أن زميلاتها من بعض الجنسيات العربية يهاجمونها ويتهمونها بأن دولتها داعمة للعدوان الإسرائيلي، زوراً، وذلك كونها فتاة سعودية! هناك ثقافة مبنية على الكراهية وموقف عنصري مسبق، تعادي السعودية ودول الخليج العربي، وأصحاب هذا الخطاب المسموم يقومون بتنشئة الأطفال عليه، ما يرسخ لديهم تصورات خاطئة تزداد خلال مراحل حياتهم المتقدمة. "المقال كاملا في الموقع الإلكتروني".
هذه التغذية السلبية لا يمكنها أن تخفي الحقائق، وستنكشف مع مرور الوقت، فضلاً عن أنها لا تصنع سلاماً ولا تحقق أمناً، وستقود أصحابها إلى مزيد من الأخطاء والتيه والبقاء في مربع الصراع والأحقاد والتكاذب.