لقد تعددت في السنوات الأخيرة أشكال تأثير وسائل التواصل الاجتماعي والعالم الافتراضي على الأطفال وتنوعت، وقد فاق تأثيرها الوصف في بعض المجتمعات، خصوصا أن العالم الافتراضي أصبح اليوم من أخطر الوسائل ذات الأثر المباشر في الابتزاز الإلكتروني الذي يتعرض له الأطفال واستغلالهم في أفعال مخلة تمهيدا للانحراف.
تلقيت دعوة يوم الأربعاء الماضي لحضور إطلاق الحملة الوطنية التوعوية لحماية الأطفال من الاستغلال والابتزاز الإلكتروني، والتي تنظمها النيابة العامة، ووزارة الداخلية، ووزارة التنمية الاجتماعية، ووزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف، ووزارة التربية والتعليم ووزارة الإعلام، بالتعاون مع عدد من الجهات، والتي بدأت من العاشر من شهر يوليو الجاري ولغاية نهاية ديسمبر، وتهدف الحملة إلى تحقيق 6 نقاط جوهرية، حماية الأطفال، وزيادة الوعي لدى أولياء الأمور، والحث على الإبلاغ عن الممارسات الإجرامية الواقعة على الطفل عبر الشبكات والمواقع الإلكترونية، وذلك ببعث الطمأنينة لدى الضحايا والمبلغين بالتأكيد على استعمال طرق حماية المجني عليهم والشهود المنصوص عليها في قانون الإجراءات الجنائية، والتصدي للشبكات والمواقع الإلكترونية الإجرامية، وتحقيق السهولة في الإبلاغ عن الجرائم وتوفير السرية التامة، وكذلك تبني مشروع قانون ينظم حماية الأطفال ويراعي احتياجات ومتطلبات الفئات العمرية منذ الولادة إلى 18 سنة والعمر المناسب لاستخدام الأجهزة الإلكترونية.
وبالرغم من أن مثل تلك الممارسات لا تشكل وفق الإحصائيات ظاهرة في مملكة البحرين كما بين أحد المسؤولين في الحفل، إلا أن الحاجة إلى الوقاية توجب الإفاقة إليها عبر حملة وطنية واسعة، وهذا تأكيد على أن الجهات المعنية في المملكة قادرة على تحديد المشكلة قبل وقوعها ووضع كل التدابير الاحترازية التي تحمي أطفالنا من الوقوع ضحايا لهذه الجرائم ومخاطرها، والتحرك بشكل استباقي.
إن الحملة الوطنية التوعوية لحماية الأطفال من الاستغلال والابتزاز الإلكتروني، خطوة متميزة كبرى في مجالات العناية بالطفولة.