لا شخصية بغير فلسفة في الحياة، وهناك مجالات كثيرة مؤثرة في تكوين الإنسان الغربي، والتي جعلت منه ممزقا وسطحيا متصلبا برأيه وعنيدا، وإذا أردت اكتشاف ذلك، ما عليك سوى مشاهدة البرامج الحوارية في مختلف الفضائيات الغربية، فإذا دخل اثنان منهم في حوار يطول ويمتد ساعات وإذا انتهى، قليلا ما ينتهي بانتصار أحدهما على الآخر، وكثيرا ما تحل النهاية بسبب التعب والإرهاق.. كل ذلك نتيجة الإحساس بنقص المعرفة وضرورة التغطية على هذا النقص بالجدل الطويل.
وقد تعلمنا في سفراتنا لحضور المؤتمرات والمهرجانات الثقافية كيفية مناقشة هؤلاء، فهذا الإنسان الغربي انعزالي ومنطو على نفسه ومنصرف إلى شؤون حياته المادية، على ضوء هذا كان ضحلا في الشؤون الدولية، يعرف عن نفسه أنه كذلك ويتستر على هذا العيب بكثرة الكلام، لكنه مستعد للاستسلام آخر الأمر، خصوصا إذا كانت الأشياء الجديدة التي وقف عليها متجاوبة مع عوامل تذمره وقلقه على حساب ظروفه الحياتية التي تحيره ولم يعثر لها على جواب. على ضوء هذا كان لابد من التحلي بالصبر أثناء مناقشته واستعمال نفس أسلوبه الهادئ مع إفساح الفرصة له ليتكلم على هواه، فالحدة في المناقشة تصرفه عن موضوع البحث تماما، زيادة على ذلك فهو مقتر لأنه غير واثق من المستقبل.
خلال حضوري المنتدى العالمي لثقافة السلام الأول الذي أقامته مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية في هولندا عام 2019 دار نقاش في بهو الفندق بين أحد الأصدقاء من المغرب الشقيق، ومواطن هولندي “أعتقد أنه كان مدرسا” عن أحداث العالم السياسية آنذاك، وكان واضحا عدم معرفته ما يدور في الساحة الدولية خصوصا ما يجري في الشرق الأوسط، وكأنه محروم من فرص التثقيف والإعلام الصادق.
* كاتب بحريني