العدد 5745
الأحد 07 يوليو 2024
banner
ما الذي يفعله نادي البحرين للسينما؟
الأحد 07 يوليو 2024

أختار أبسط الطرق وأكثرها مباشرة حين أقوم بترتيب مكتبتي الخاصة، لكن مع مكتبة الوالد رحمه الله يكون الأمر مختلفا، فهي بمثابة جسر تمر عليه جميع الثقافات والحضارات البشرية، وتغص بالكتب والمجلات الثقافية والبحوث وغيرها، وخلال قيام ابنتي بإنزال بعض الكتب والمجلات من على الرف لتنظيفها، سقطت مجلة على الأرض اسمها “المصباح”، تصدر من لبنان، ولمحت على الفور غلافا كتب عليه.. “السينما العربية.. نادي البحرين للسينما، الكاتب غي هينبيل، ترجمة رشيد المعراج”.
شدني الغلاف وتناولت المجلة وقرأت الخبر التالي تحت غلاف الكتاب: “قد يأتي جانب من مادة هذه النشرة متأخرا قليلا، لحدوث الكثير من التطورات على صعيد السينما العربية في أقطار عديدة مثل سوريا والعراق ودول المغرب العربي، إلا أننا ندرك أنه من المفروض أن نطلع جمهور السينما على بعض التحليلات التي تعنى بالسينما العربية.. وردت هذه الفقرة ضمن تقديم نادي السينما بالبحرين لموضوع “السينما العربية”، وهو جزء من كتاب حول السينما في العالم الثالث، لغي هينبيل، ونشرتها نشرة الميريب ريبورت. وفي الأخير نقرأ.. بشكل عام الكراس مفيد كونه يقدم للسينمائيين العرب وجهة نظر أوروبية في أعمالهم السينمائية ثم تعريفا بالنادي.
الخبر المنشور يعود إلى مارس 1981، ولابد أن نخرج بانطباع عام عن حركة النشر الجادة في تلك الفترة وكيف وصل إسهام نادي البحرين للسينما إلى امتداد الوطن العربي، وأن الترجمة الأدبية ظاهرة مهمة من الظواهر المميزة للحركة الثقافية والإسهام في تنميتها، وكان أحد فرسان الترجمة الأخ والصديق رشيد المعراج، وهو شخصية مصرفية معروفة، لكنني لأول مرة أعرف اهتمامه بالسينما.
السؤال الذي يهيمن على مشاعري الآن.. ما الذي يفعله نادي البحرين للسينما في مسألة الإصدارات، فمجلة أوراق سينمائية توقفت، ولا يقبل طباعة أي كتاب رغم الإمكانيات المقبولة مقارنة مع الثمانينات. لذا نتمنى أن يعيد النادي إصدار الكتب والدراسات النقدية، خصوصا أنها قليلة ونادرة جدا، فخلق الثقافة السينمائية لا ينحصر في تنظيم المهرجانات والعروض الأسبوعية فقط.
كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .