العدد 5745
الأحد 07 يوليو 2024
banner
سياسة مثيرة
الأحد 07 يوليو 2024

يتابع العالم باهتمام شديد انتخابات مختلفة تحصل في بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية، انتخابات حاسمة من المتوقع أن تؤدي إلى تغييرات عميقة ولافتة ومؤثرة ومهمة، كما دلت نتائج الانتخابات البرلمانية التي حصلت مؤخرا في بريطانيا، وكانت نتيجتها أكبر هزيمة في تاريخ حزب المحافظين وأكبر انتصار لحزب العمال.
 البريطانيون أعلنوا وبشكل صارخ ومدو رغبتهم الهائلة والكبرى في التغيير، وعلى ما يبدو أن الأمر ذاته يتشكل لدى الناخب الفرنسي، لكن هذه المرة يتجه صوب اليمين المتشدد، وهذا لو تم سيكون بمثابة كرة ثلج تتدحرج من أعلى قمة الجبل على سائر رقعة جغرافيا القارة الأوروبية لتحدث فيها زلزالا سياسيا غير مسبوق.
والحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة الأميركية يشهد حالة من سوء الإدارة ورداءة التخطيط جعلت من مرشحه الرئيس جو بايدن مثار سخرية وشفقة، وأصبح المتابع للشأن السياسي لا يملك سوى الاندهاش والتعجب من الخيار المتاح أمام الناخب الأميركي بين مجرم مدان ورجل باتت قدراته الذهنية موضع شك وقلق.
إعادة تعريف قوية لسياسات أحزاب اليمين واليسار تحصل الآن في العالم الغربي وتؤثر بالتالي على الناخب والانطباع المتكون عنده، وهذا حتما سيكون له دور كبير في رسم السياسات الداخلية وإعادة رسم العلاقات الخارجية مع مختلف الدول بحسب الأولويات والعقائد السياسية الأهم والأقرب. 
إنه مسمار جديد في نعش العولمة وزيادة متواصلة في منهجية العزلة والحمائية التي أطلقها الخطاب السياسي الشعبوي وحصد القطيع تلو القطيع خلفه داعما تلك الأفكار المتشنجة والمتوترة والقلقة. 
الخطاب الشعبوي لدى ساسة الغرب هو اليوم الأعلى صوتا والأكثر ضجيجا، وبالتالي الأهم في التأثير والفعالية. لكنه خطاب موتور وغير مطمئن وعلى المدى القريب سيحدث القلاقل بين الحلفاء والفتنة بين الشعوب والفرقة بين الأصدقاء. أوروبا والغرب عموما يمرون بنقلة في غاية الأهمية في التاريخ السياسي، ونتائج هذا المخاض المؤلم والطويل ستطال نتائجه وآثاره العالم بأسره.

كاتب وإعلامي سعودي

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية