يعيش العالم والمنطقة على وجه الخصوص موجة متوالية ومتراصة ومتتابعة من عمليات الانتخاب والاختيار عبر صندوق الاقتراع، باعتبارها أداة التغيير المتاحة والوحيدة والممكنة في الأنظمة الديمقراطية. الولايات المتحدة الأميركية مقبلة على انتخابات حاسمة وأساسية ومفصلية بين مرشح الحزب الديمقراطي حتى الآن الرئيس الحالي جو بايدن، في مواجهة مرشح الحزب الجمهوري الرئيس السابق المثير للجدل دونالد ترامب. إذا ما فاز دونالد ترامب فإن العالم والمنطقة أمام أحداث مثيرة نتيجة مواقف ترامب السابقة، وهو المعروف بتشدده وعدائيته في مواجهة إيران، وانحيازه الدائم والمطلق إلى جانب دعم وتمدد إسرائيل، ورفضه أي اعتراف بأية حقوق مشروعة ومعقولة ومفيدة للشعب الفلسطيني. المتابعون للتطورات في أميركا يجزمون بأن بنيامين نتنياهو يراهن أو يفضل عودة ترامب، لإطالة أمد الحرب في غزة، ولكي يستطيع تنفيذ خططه وطموحاته. المعنى من كل ذلك أن انتخابات الولايات المتحدة مفصلية بالنسبة للمنطقة والعالم.
الانتخابات الثانية المهمة هي الانتخابات الرئاسية في إيران بعد مقتل الرئيس إبراهيم رئيسي المقرب من الجناح المتشدد، إذ تؤثر على التوجهات المقبلة في المنطقة لجهة التعاطي مع دول الجوار. الأكيد أن من يتحكم بالنظام الإيراني مؤسسات، لكن موقع الرئيس في إيران يلعب دورا إلى حدود ليست بسيطة، ومن الممكن أن يتسبب بارتباك إذا لم ينسجم مع توجهات المرشد والمؤسسات الأخرى المتشددة. المعنى أن الانتخابات الرئاسية الإيرانية تؤثر أيضا في مشهد المنطقة وتؤثر على الموطنين في الدول العربية. حدث الانتخابات المقبلة في فرنسا مهم أيضا لجهة مصير وأجواء الأنظمة الأوروبية الأخرى. هل ستصبح في قبضة اليمين المتطرف؟ أم ستبقى كما هي.

فيما أظهرت نتائج الانتخابات البريطانية فوزا كاسحا لحزب العمال على حزب المحافظين مع ما يعني ذلك من تغيير سيطال ملفات كثيرة ومنها درجة الاهتمام ونوعيته بأوكرانيا وفلسطين. 
إذا كانت إيطاليا الآن تحت حكم حزب الفاشيين التابع لورثة موسوليني، ماذا سيحل في ألمانيا، هل تزداد التوجهات نحو اليمين المتطرف أم نحو النازيين الجدد؟ 
في هذه الحالة، كيف ستصبح الأوضاع في أوكرانيا؟ في مواجهة روسيا بوتين؟
كلها أسئلة مهمة ومفصلية وأساسية، وبالتالي فإن فوز ترامب سيؤثر على أميركا والعالم وأوروبا، وبالتالي على المنطقة العربية، ونتائج الانتخابات في كل هذه البلدان ستخرج بنتائج تؤثر علينا ولا يمكننا سوى تقبلها والتأقلم معها فكيف ستكون وجهتها ونتائجها؟.

كاتب وأستاذ جامعي من لبنان