العدد 5726
الثلاثاء 18 يونيو 2024
هل يُعيدُ العيدُ نفسه؟!
الثلاثاء 18 يونيو 2024

يعودُ العيد لكننا لا نعودُ معه.. بهجة العيد التي كانت تغمرنا أطفالا ليلة العيد ويومه ذهبت بلا رجعة، والفرحة باللباس الجديد سرقتها مئاتُ الملابس الجديدة التي أسبلناها على أجسادنا لأعياد وأعياد.

هو العيد نفسه يأتي من جديد، لكنه قد يأتي حزينًا مظلمًا أحيانا؛ فمن الأحبة من قضى نحبه وترك حسرة في أفئدة فاقديه، وغصة في قلوبهم، ليأتي عليهم العيد باهتًا لا روح فيه، وقد يعود العيد، لكن لا يعود المسافر في الغربة؛ ليصبح العيد استحضارًا للذكريات التي لا تُنسى، لكنها تقرح الجفون في يوم خُصص للفرح، ولا حيلة سوى التواصل الافتراضي مع من هاجر واغترب علَّ ذلك يُضمد جرح الفراق، ويُبرد حرارة الشوق، ويضفي على العيد بهجة ولو كانت مصطنعة.

ألا يعود العيد في غزة، وهل يعود عليهم كما كان قبل الحرب؟ هل يعود إلا بأنْ يمرُقَ الهلال فوق سمائهم؟ هل يعود إلا باسمه، وهل تحدثوا عنه هذه المرة أو ذكروه ولو من باب التحسر والنُدبة؟ وأي لبسٍ جديد يُشترى هناك، وأيةُ بهجةٍ في نفوس أطفالهم بقيت لتلبس الجديد، ولتعيش فرحة الأعياد، وأي أطفال بقوا ليحيوا العيد؟! لباسهم ركام أبنيتهم وعيدياتهم صواريخ وقاذفات، يصعدون بها نحو السماء ويشترون بها الجنة.

هل يعود العيد ولا نعود لرشدنا؛ فنستشعر ألم مصيبةِ إخواننا هناك في غزة، وكيف نهنأ بالعيد وهم في كربٍ وبلاء وقتل وإبادة، قد فقدوا الأمان والراحة، ينظرون بأي حالٍ يُقتلون، وبأي وقتٍ يُستشهدون، ونحن خلو من ذلك، نحيا في رغد من العيش ونحتفل بالأعياد والمناسبات.. لا ننسى لكننا نتناسى جراحهم ونظرات الرعب في أعينهم ونصم آذاننا عن صرخات ثكلاهم وصياح أطفالهم وحسرات آبائهم فوق الأنقاض.

كاتبة بحرينية

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .