العدد 5704
الإثنين 27 مايو 2024
banner
الحكم أم اللاعب.. من تكون أنت؟!
الإثنين 27 مايو 2024

 “كن في الحياة كاللاعب وليس كالحكم، لأن الأول يبحث عن هدف، والآخر يبحث عن خطأ”. ما رأيك سيدي القارئ في هذه المقولة؟ آمل أن نكون دائما ضمن الفريق الذي يبحث عن هدف. ألا تتفق معي في هذا؟ تأخذني هذه المقولة كلما تراءت لي أو تذكرتها، تأخذني إلى موقفين خبرتهما وعشتهما خلال رحلتي المهنية التي ربما تجاوزت الخمسة عقود من الزمن. إليك سيدي القارئ هذان الموقفان:
(1)
 زميل لي اعتاد بعد حضوره أي فاعلية سواء كانت في الإدارة أو الاقتصاد أو الأدب، اعتاد أن يرتدي نظارته السوداء ويبدأ في انتقاد وبصورة سلبية قاتمة تلك الفعالية وصاحبها. عندما أسأله عن نقطة ضوء إيجابية يكون قد استفاد منها يأتيني جوابه على شكل ابتسامة سخرية يتبعها التعليق: لم أجد أي جديد في هذه المحاضرة. هذه المعلومات أعرفها.
 وعندما أسأله هل حاول أو يحاول الاستفادة من مثل هذه الفعاليات في حياته أو في مجال العمل تأتيني الإجابه المعهودة: هذه كلها نظريات.. وكما تعلم فإن النظريات شيء والممارسة الفعلية للعمل شيء آخر. وعندما أقول له إن ما يسميه بالنظريات هو في الغالب الأساس العلمي للممارسة الفعلية للعمل، يضحك ثم يعلق قائلاً: هذا ما يعتقده البعض أما أنا فلي رأي آخر.
(2)
 قال المدير مخاطبا أحد مرؤوسيه: هل شاهدت المقابلة التي أجرتها إحدى القنوات مع رئيسنا التنفيذي؟ قاطعه المرؤوس: نعم شاهدت جزءا منها! ثم تابع قائلا: ماذا حقق هذا الرئيس أو كما تسمونه القائد الإداري للمؤسسة وللعاملين فيها؟ إنه يستشيركم في أغلب المشاريع! حتى القرارات لا يصدرها إلا بعد عرضها عليكم، أقصد نوابه ومساعديه. أليس كذلك؟ إنه يفتقد الثقة في قدراته.
 نظر المدير إلى المرؤوس معلقا وبصوت هامس: لا عجب أنك على ذات الوظيفة منذ التحاقك بهذه المؤسسة! ما رأيك سيدي في تعليق المدير؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية