العدد 5672
الخميس 25 أبريل 2024
banner
كيف ستعيش وحدها؟
الخميس 25 أبريل 2024

الكثير من الزيجات التي تمت بين بحرينيين وأجانب لم يكتب لها النجاح، وانتهت بالطلاق، رغم أنها زيجات أثمرت أبناء. والكثير كذلك من تلك الحالات، تحصل الأمهات فيها على حق الحضانة، ولأن بعض أولئك الأزواج يعلمون أن زوجاتهم لا تعلمن بقوانين بلدنا، يعمدون إلى تسفيرهن لبلدانهم وحرمانهن من أطفالهن، حيث بعضهم رضع لا يزالون يتغذون من صدور أمهاتهم رضاعة طبيعية، فتحرم تلك الأمهات من أبنائهن، كما يحرم أولئك الأطفال من حنان ورعاية أمهاتهم.
القانون يجيز للأم الحاضنة أن تحصل على حق رعاية أطفالها، بشرط أن تبقى معهم في بلد أبيهم، بعيدة عن أهلها ووطنها، وتحصل على كامل حقوق الحاضن من مسكن ونفقة لها ولأبنائها، إلى أن يصل الأبناء إلى سن يخيروا فيه بين البقاء مع الأم أو الانتقال للعيش مع الأب، والسن هنا يختلف بحسب المذهب الذي ينتمي إليه الزوج والمحكمة التي وثقت عقد زواجهما، وإن فضلت الزوجة العودة مع أبنائها إلى وطنها تسقط عنها الحضانة! السؤال: كيف للزوجة الأجنبية أن تعيش في وطن زوجها بعد طلاقها منه وهي امرأة وحيدة، لا أهل لها ولا أقرباء ولا أصدقاء - وأتحدث هنا بالذات عن تلك التي لم يمر على بقائها في بلد زوجها غير سنوات أو أشهر قليلة - كيف لها أن تعيش هنا وهي لا تملك مصدراً للدخل، فلا عمل لها ولا إعانة حكومية - حيث تسقط عنها حقوق المطلقة كونها غير بحرينية - كيف لها أن تتأقلم مع بيئة لا تعرف حتى لغة أهلها، في مثل هذه الحالات كيف نطلب من هذه الزوجة أو كيف يجبرها القانون على البقاء هنا بعد طلاقها، كشرط لبقاء أبنائها معها، والأم وحدها تعرف ما الذي يعنيه أن تبقى بعيدة عن فلذة كبدها، وعلى وجه الخصوص الأطفال والرضع منهم. على المشرع أن ينظر بقلب الأم ويعيد النظر بهذا القانون الذي يجعل من الزوجة الأجنبية بين نارين، إما البقاء ولسنوات طويلة في الغربة فقط لتكون قريبة من أبنائها، أو أن تُحرم من أطفالها.  


ياسمينة: كم عدد الأطفال بيننا البعيدين عن أمهاتهم؟
* كاتبة بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية