ما يمكن أن يكون عادة وقت للاحتفال والولائم والتجمعات العائلية للمسلمين في غزة هو وقت الخوف والجوع والحزن حيث تضطر العائلات إلى التخلي عن الاحتفالات خلال شهر رمضان المبارك هذا العام وسط الصراع المستمر.
وقالت يارا مهدي، وهي طالبة تبلغ من العمر 19 عامًا في جنوب غزة، إن رمضان الذي عرفته واعتززت به منذ طفولتها هو ذكرى تتلاشى بسبب الدمار والنزوح ونقص المواد الغذائية والإمدادات الأساسية بسبب الحرب، وقالت: "اعتاد رمضان في غزة أن يكون أروع وقتا في السنة، والشهر الأكثر حبًّا، وكان وقتًا للتجمعات العائلية والأعياد الوفيرة والليالي المليئة بالضحك والحب والحياة، لكن ليست الصور التي تراها اليوم".
سكان غزة الذين اعتادوا منذ فترة طويلة على المآدب الوفيرة وزينة الشوارع الملونة والأضواء المتلألئة خلال الشهر الفضيل يعانون بدلًا من ذلك من ظروف تشبه المجاعة وتدمير منازلهم وفقدان أحبائهم.
وحذر تقرير مدعوم من الأمم المتحدة نشر في 18 مارس من أنه بسبب القيود الإسرائيلية على كمية المساعدات المسموح لها بدخول غزة، يواجه سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة انعدام الأمن الغذائي الحاد، حيث إن حوالي 300,000 شخص محاصرون في الشمال على شفا المجاعة.
بالنسبة لآلاف العائلات الفلسطينية التي أصابها الحزن، فإن الفرح الذي شعروا به خلال احتفالات رمضان في السنوات السابقة يجب أن يشعروا وكأنه حياة أخرى.
وأضافت: ملأت روح رمضان أجواء غزة طوال الشهر، متذكرة باعتزاز تجمعات العام الماضي، وقالت: "بدءًا من منتصف شهر رمضان، أقمنا إفطارات صاخبة تميزت بأجواء عائلية مريحة. بعد الوجبة الرئيسة، اعتدنا على تناول المشروبات الباردة والقهوة والحلويات، مثل الكنافة النابلسية والكنافة العربية والقطايف والكلاج، على سبيل المثال لا الحصر. كنا نأكل الحلويات كل مساء خلال شهر رمضان".
أحد الأنشطة التي استمتعت بها مهدي أكثر من الإفطار العائلي كان التراويح، وقالت: "منذ إن كنت طفلة صغيرة، كنت أذهب إلى مسجد أبي خضرة. في العام الماضي، كنت أؤدي التراويح مع أصدقائي كل ليلة، على الرغم من أنها كانت مسيرة طويلة بعد قصف منزلنا في حرب 2021 واضطررنا إلى الانتقال.
لقد حرمت العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة في غزة المهدي من طقوسها الرمضانية المفضلة. مسجد أبي خضرة هو واحد من أكثر من 1000 مسجد في المنطقة التي تضررت أو دمرت منذ 7 أكتوبر بحسب Arab News.