+A
A-

للقراءة: "الأمير الصغيرة لأنتوان إيكزوبيري

الأمير الصغير” رواية كتبها الفرنسي “أنتوان دوسانت إكزوبيري” مستوحيا إياها من طفولته، لتعبّر عن انشغاله العميق بالوجود الإنساني، وبقيت شخصيتها ترافقه لسنوات طويلة قبل صدورها في كتاب، لتصبح المرجع الإبداعي الذي يخرج الطفل الكامن في دواخل كل من يقرؤها.

تحوّلت القصة إلى أفلام كرتونية متعددة، ووجد المعجبون بها في كل مرة مناسبة للاحتفاء بها ومناقشتها، وفي نهاية يونيو2020، كان الاحتفاء بمناسبة مرور 120 عاما على ميلاد كاتبها “أنتوان سانت إيكزوبيري”، المبدع الذي حلّق في سماء الكون وسماء الكتابة بجناحي الخيال الذي يلامس جوهر الإنسان.

إنه طيّار محترف وكاتب روائي وصحفي كبير ومبتكر شخصية “الأمير الصغير” الخيالية التي جابت أرجاء المعمورة، حلّق آلاف الأميال وطاف بين قارات العالم، مستطلعا من الأجواء وموثقا للأحداث ومراسلا كبريات الصحف وناشرا رواياته المستلهمة من تجاربه المشوقة؛ لكنه اختفى ذات صيف من العام 1944، ولم يظهر له أثر إلا نهاية القرن 20، حين عثر أحد الصيادين على سوار كان يزيّن معصم الطيار الأديب، ثم جاء اعتراف طيار ألماني قال إنه وراء إسقاط طائرة “أنتوان سانت إكزوبيري”، معتذرا عن وقوفه وراء قتل كاتب قال إنه معجب به كثيرا.

سوف يتحوّل هذا الطفل إلى طيّار، لتلقي به طائرته في قلب الصحراء خلال إحدى رحلاته الجوية، فيجد نفسه رفقة أمير صغير طلب منه أن يرسم له خروفا، فكانت النتيجة ان الطيار قام برسم ثعبان رغم محاولاته المتكررة لرسم الخروف. وبعد يأسه من المحاولة، رسم صندوقا وأخبر الأمير أن الخروف يوجد بداخله.

ينصت بعد ذلك الطيار إلى حكايات الأمير الصغير عن رحلاته بين كواكب الكون، والتي رأى فيها أشكالا مختلفة من السلوك البشري، وتبادل الطرفان حوارات تكشف قدرة الأمير الخارقة على سبر أغوار النفس البشرية بلغة تمزج الواقع بالخيال والحلم بالحقيقة، فتبدو كلماته رغم صغر سنه، أكبر من كوكب الأرض.