+A
A-

المسرح التجاري.. سخرية وكلام مبتذل بكل المواصفات

أسئلة موجعة عن ضيف ثقيل غامض اسمه "المسرح التجاري" الموسمي الذي ابتليت فيه مجتمعاتنا الخليجية بشكل كبير والمعروف عنه بالأنانية والفردية والتحلل والعجز التام عن البذل والعطاء والتفاني في عمل جماعي مشترك يحمل رسالة هادفة ومؤثرة.

فالمسرح التجاري كما نعرفه هو المسرح الذي يعمد الى الاتجار بالفن او بالأحرى مسرح الربح المادي، وتكثر فيه النكت السخيفة والهزل والحركات والتقليعات المثيرة والعبث بمفهوم المسرح بكل معنى الكلمة.

الضحك هو احدى الوسائل التي يجأ اليها الكاتب الفكاهي للتأثير على الجمهور، وهذا التأثير يكتسب دلالته الخاصة من تلك العلاقات التي تربط عناصر العمل الفني ببعضها البعض، بوصفها تجسيدا لرؤية، ولكن ما نشاهده في المسرحيات الخليجية التجارية بعيدا عن الكوميديا الراقية، فكل مشاهدها ضعيفة مهتزة، وسخرية لا اول ولا اخر لها وخروج عن كل القيم والمبادئ، ولا نسمع فيها جملة مفيدة صادقة تليق بمستوى الوقوف على المسرح ومواجهة الجمهور وجها لوجه.

ونعني بالجمهور الاسرة بأكملها التي تدفع قيمة التذاكر لمشاهدة كلام مبتذل وتسمع الضحك المسف بكل المواصفات القياسية.


المشكلة ان القائمين على هذه المسرحيات التجارية يفهمون المتعة والترفيه بالخطأ، فالمتعة على المسرح تشبه المتعة عند القراءة، كما ان قيمة النص الفنية وجوهره الأصيل يبرز في قوة وكمال الرسالة التي تصل وتقدم الى الجمهور، فالفن الجيد سواء كان شعرا او نثرا او قصة او دراما او تمثيل او فنون تشكيلية، يتطلب ثقافة ممتازة وعقلية واعية لأننا نخاطب جمهورا من حقه ان يأخذ نصيبا من جمالية العمل الفني المقدم اليه، خاصة في المسرح الذي يعد لونا عظيما من الوان الترفيه الراقي المحترم، الذي يرتقي بذوق المتلقي بكل ما تتضمنه الحياة من مواقف ومشاكل.