إذا مررنا سريعا على التجارب الفنية للمخرج الشاب سلمان يوسف، لاكتشفنا جماليات أسلوبه ونضجه الفنيين بشكل لافت، وكل الأفلام القصيرة التي قدمها خلال السنوات الأخيرة، أن دلت على شيء، فإنما تدل على جهده المتواصل في نبش دهاليز السينما في حالة ثبات مطلق
المخرج الصديق سلمان يوسف مخرج جاد لدرجة الاستغراق الكامل في العمل، حتى أصبحت الجدية مصدر إلهام له، والجدية في اختيار الموضوع وإخراجه بالصورة التي تصل إلى عقل وقلوب كل المشاهدين. الإخراج بالنسبة له سيطرة ذهنية وإبداع لتجسيد مضمون النص، وهذا ما بدأ واضح في فيلمه الأخير "عسكريم" الذي عرض ضمن برنامج "كاميرا بحرينية" على تلفزيون البحرين، حيث قدم لنا لوحة فنية متحركة ومفعمة بالحيوية وقد ازدانت متانة الصلة، بين النص والجهد الإخراجي بالأداء المتألق للأطفال المشاركين.
وعندما أطلعت على تجربة فيلم "الأشقر" دهشت حقيقة بخلقه الأجواء الرائعة وهو يقود الدراما إلى بر الأمان، وكأني به يطبق مقولة المخرج صلاح أبو سيف "بان مفتاح النجاح هو المعرفة، المعرفة الشاملة الكاملة بالقوانين، وكيفية عملها. المعرفة الشاملة الكاملة بهذا الشكل الخاص من الفن الذي هو السينما".
إن الإبداع يحتمل إثارة الأسئلة المتعددة، ويعطي مستويات متنوعة من الفهم والتلقي، ويحرض بحرارة الرغبة في الاكتشاف والمعرفة، أن يختزن ويكثف،
وبصورة عامة الأفلام القصيرة التي يقدمها المخرج المبدع سلمان يوسف، قصيدة مكتوبة بالكاميرا