في شهر مارس من عام 2021 نشر تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة كشف من خلاله أن شعب مملكة البحرين الأكثر إهدارا للطعام بين شعوب الدول العربية، حيث وصل الهدر ما قيمته 95 مليون دينار بحريني، والأسبوع الماضي أكد الرئيس التنفيذي لجمعية حفظ النعمة ذلك وأعلن تفاصيل هدر الأطعمة في البحرين، حيث ذكر أن قيمة الهدر سنويا تبلغ 95 مليون دينار لكمية 146,000 طن، إذ تم رصد هدر أكثر من 400,000 كيلوغرام يوميا، فيما ترتفع كميات هدر الطعام في شهر رمضان يوميا إلى أكثر من 600,000 كيلوغرام. قبل كل شيء يجب علينا جميعا أن ندرك بأن نعمة الغذاء تعد من أعظم النعم التي تحفظنا من الهلاك، فلا حياة للإنسان بدونها، ومن هنا نؤكد أن هذا التبذير والإسراف والاستنزاف في شراء المواد الغذائية والإنفاق غير المبرر لا يمكن أن يكون مصدره الرئيس الأسر البحرينية من أصحاب المدخول الشهري الضعيف وحتى المتوسط، وإن حصل ذلك فإنه نادر وعند القلة القليلة من تلك الطبقات الاجتماعية، والسبب الرئيس يعود إلى ضعف القوة الشرائية لديهم والدروس والعبر التي تعلموها من رعونة العيش وقسوة الحياة، ما أدى إلى ارتفاع الوعي والثقافة في ظل ارتفاع الأسعار، خصوصا المواد الغذائية وقائمة طويلة وعريضة من المصروفات اليومية والأسبوعية والشهرية، فمن الصعوبة بمكان أن تحصل بينهم تلك التجاوزات المرفوضة.

دون شك الأرقام التي أمامنا عن هدر الغذاء هائلة ومؤلمة، خصوصا إذا قيست بعدد سكان البحرين، ولنتذكر دائما أن "النعمة زوالة" إن لم نستطع المحافظة عليها.

الصورة الثانية
المبادرة الطيبة التي أطلقها صندوق الزكاة والصدقات بوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف تزامنا مع حلول الشهر الفضيل والمتمثلة في مشروع المنصة الرقمية للتبرع "بدينار صدقة" عبر أجهزة الدفع الذاتي المنتشرة في الكثير من الأماكن العامة والتي تهدف إلى تنويع قنوات عمل الصندوق وتعزيز التكافل الاجتماعي ودعم الأسر البحرينية الأكثر احتياجا تستحق الدعم والثناء. وعساكم عالقوة.

كاتب بحريني