+A
A-

"جديدو..رخيصو..خيال".. المحتوى الذي تراه "الخوارزميات العمياء"

ما إن تتصفح حسابات التواصل الاجتماعي على اختلافها :"انستغرام، يوتيوب، تيك توك، سناب، ميتا، كواي، إكس"، حتى تجد العاملان الآسيويان اللطيفان في وجهك وهما يناديان الزبائن :"ارخص مكان في العالم.. هذا هو.. جديدو.. رخيصو.. يجنن.. يهبل.. يموت.. خيال"، ويختمانها بنغمة نقار الخشب "هي هي هي.. هو هو هو" في كارتون الطائر السريع من إنتاج وودي ودبيكر في الثمانينات.

تريندينغ.. مؤيد ومعارض

انتشر هذا المقطع منذ قبيل حلول شهر رمضان المبارك وحتى الآن، بين من اعتبره فكرة "عبقرية" للتسويق والبيع والربح، وبين من اعتبره "مقطع فكاهي لا غير"، وبين من تجاوز عن المشهد ليصف انتشاره بهذا الحجم وتجمع الناس حول البائعين لا سيما النساء والفتيات، وتكرار النشر على مؤشر "تريندينغ"، بأنه من صور الانتشار السريع للـ"تفاهات"! وبسهولة يمكن معرفة ذلك من خلال التعليقات بين مؤيد ومعارض، إلا أن الخبراء يدخلونه تحت طائلة "الخوارزميات العمياء".. كيف ذلك؟

الخوارزمية العمياء

حسب رأي خبراء الإعلام الرقمي والتسويق، فإن المقطع يشرح باختصار ما يجب فعله لخداع خوارزميات تطبيقات التواصل محمد الحامديالاجتماعي والاستفادة منها في التسويق "عالي الانتشار"، فحسب رأي المخرج وخبير الإعلام الرقمي الكويتي محمد الحامدي، فإن الخوارزميات العمياء لا تعرف ما هي طبيعة المحتوى، لكن وفق قواعد وأسس وطريقة معينة إذا سلكتها سينتشر محتواك بصورة كبيرة، لكنه يرى أن انتشار المحتوى الهابط ما هو إلا "فقاعة"، فالمحتوى الهابط يقابله المحتوى المتميز وكلاهما ينتشر، إلا أن الفرق هو أن المحتوى الهابط ينتشر سريعًا ثم ينتهي، فيما المحتوى الهادف ينتشر بصعوبة لكنه يبقى لأعوام، ضاربًا المثل بمقاطع خبير التنمية البشرية المرحوم إبراهيم الفقي الذي يشاهد الناس مقاطعه حتى اليوم، وكذلك الحال بالنسبة للمحتوى الهادف الذي يقدمه مشايخ الدين والكتاب والشعراء، متسائلًا :"هل هناك محتوىً هابطًا انتشر سريعًا ثم بقي لمدة طويلة؟ لا.. وإن حصل فهذا نادرًا.

يشرح الحامدي فيقول :"المهم أن فقاعة المحتوى الهابط تنتهي، والمحتوى الهادف، وإن تطلب وقتًا للانتشار، لكنه يأخذ صفة الاستدامة، فالخوارزمية العمياء تنشر ما يتماشى مع ما تريده الخوارزمية أيا كانت نوعية المحتوى".

زيادة الانتشار والتفاعل

راوية محمدوتذهب صانعة المحتوى العراقية راوية محمد إلى خاصية CTA وهي اختصار :"CALL TO ACTION"، لزيادة الانتشار والتفاعل في دائرة الجمهور المتابع أو المستهدف، إلا أن ذلك يتطلب العديد من الأفكار منها  ما وصفته بالتسويق عبر المشاعر، أو حكاية قصة أو مشهد، كما هو الحال مع مقطع البائعين الآسيويين، فلابد من شد الناس ليتابعوا المقطع حتى آخر كلمة، وحين يتفاعل الجمهور فهم يبحثون عن أمور عديدة منها مدى الاستفادة من المحتوى ونشره للأصدقاء، وقد تنتشر بعض المقاطع غير ذات الفائدة، ويرتفع الانتشار كلما نشر المتابعون أو الأصدقاء تلك المادة.

ووفق تقديرها، تقول راوية أن من الضرورة بمكان الاهتمام بنشر المحتوى التفاعلي حتى مع المتابعين القليلين، واستخدام الـ"HOOK" أو "السنارة من أول عبارة جاذبة" بشكل صحيح لكن بمحتوى مفيد، فهو الذي سينتشر بإيجابية وسيبقى مدة طويلة، خلاف المقاطع كبيرة الانتشار والتي لا طائل من ورائها سوى التسلية.