العدد 5631
الجمعة 15 مارس 2024
banner
أفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح
الجمعة 15 مارس 2024

الإسلام دين قيم وأخلاق تعزز العبادات من فرائض وسنن ليست، إذ يقول نبي الإسلام عليه وآله وأصحابه الصلاة والسلام "إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، وتمام الشيء زينته وكماله، وكتب الله وفرض مكانة عليا للمرأة وجعل لها قدراً رفيعا منذ خلقها، وجعلها شريكة الوجود وكتب على الرجل رعايتها وحمايتها واحترامها وفق قوله سبحانه وتعالى "الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض"، ولا يُدرك قدر المرأة إلا من صان مروءته وإنسانيته واحترم ذاته وأطاع ربه وشكر أنعمه.

ولا يمكن لسطور محدودة أن تعبر عن معاناة المرأة الإيرانية في ظل الحكم الإيراني، ولا يمكن للكهنة أن يكونوا على صلة بالإسلام أو الإنسانية وقد نالوا أكثر من غيرهم من الإسلام والإنسانية من خلال نهجهم الطغياني الاستبدادي من أجل السلطة، فقد وقع على المرأة التي كرمها الإسلام الذي تدعيه ولاية الفقيه الظلم والإجحاف في نفسها وكرامتها وحياتها وأبنائها وإخوانها الذين قضوا نحبهم إما تحت مقاصل الإعدامات أو في جبهات حروب الباطل، أو في غياهب السجون، أو في مهالك الاغتراب، حيث نكل بها النظام وسجله في هذا المجال مشهور ومعروف للقاصي والداني، ومن النساء من فقدن أسرهن بالكامل ويقبعن في غياهب السجون لأنهن طالبن بحقوق ذويهن الذين أُعدِموا بالباطل في مجازر الإبادة الجماعية ومن هؤلاء النسوة السجينة السياسية المنكوبة الصابرة مريم أكبري فرد، وأمهات شهداء الانتفاضة اللائي يقبعن في ظلمات السجون أو قيد الإقامة الجبرية، وغيرهن كُثُر. وتعاني المرأة من ممارسات نظام تنعدم فيه القيم والحقائق، حيث مارس عليها الإكراه في ملبسها وكل جوانب حياتها ولم يترك لها خياراً في شيء.. استعبدها وسلب حريتها ورأيها ونكل بها، وليس كل من ادعى الإسلام بمسلم، ولا يمكن لفاقد آدميته والذي لم يسلم الناس من لسانه ويده أن يكون مسلماً.

كاتب متخصص في الشأن الإيراني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .