العدد 5581
الخميس 25 يناير 2024
banner
111
الخميس 25 يناير 2024

111 يوماً مرّت على السابع من أكتوبر، حيث وجهت المقاومة الفلسطينية صفعة كبيرة للكيان المحتل، ومن بعده استدار الوحش الجريح للفتك - ليس بحركة حماس - بل بكل ما هو على الأرض، وكأنه لم يصدق أن استدعي إلى وليمة كان ينتظرها منذ حين من الدهر.


111 يوماً لاقى فيه فلسطينيو غزة والقطاع ألواناً من الظلم، والتقتيل، والاعتقالات العشوائية، والرعب، وأعداد الشهداء في ازدياد لا سابق له، وكشف برقع الحياء الدبلوماسي الدولي، مادامت الجرائم محمية، ومبررة، ومقيدة بالفيتو متى ما تحركت دول لا تزال شعوبها تنبض بالحياة، بينما أنظمة أخرى يكسوها الحياء.


111 يوماً والسلطة الفلسطينية ليست على قدر الحدث، ولا بمعشاره.


111 يوماً والفصائل الفلسطينية التي طالما رفعت الكلاشينكوف ودبكت في انتظار “زغلطة” الرصاص، وهي ملتزمة السكون.


111 يوماً والمسيرات تعمّ العواصم العالمية، خصوصاً الدول الغربية على الرغم من التضييق الذي كشف عنه زيف شعارات تلك الدول وتشدقها بالحرية، واستعلائها علينا بالديمقراطية، فبان نفاقهم عندما يغيظهم رسمياً من يلتحف بالكوفية، أو يرفع علم فلسطين، ويهددون المقيمين والطلبة بالطرد من “جنتهم” إن هم ضُبطوا بهذا الفعل الفاضح!


111 يوماً والشوارع العربية أهدأ من جثة ميت قياساً بما يحدث لأبناء عمومتنا، بل لأنفسنا، وكأننا مردنا على الخنوع والسلبية، على الرغم من التحركات التي تنظمها هيئات شعبية تحاول فعل الأقل، وهو أفضل من فعل اللا شيء.


111 يوماً ولا يزال النقاش دائراً بين أهالينا بين لائم لحماس، ومكبر لأفعالها، ولكل دوافعه، ولكن الدافع الأكبر اليوم ما هو على الأرض، والذي يقول إن كارثة كبرى تزحف على القطاع وأهله، والمجاعة فيه أكيدة، واليوم الذي لا نفكر فيه ونحن نعيش حياتنا، يعتبر بالنسبة لهم رفاهية كبرى إن وُجد اليوم.


111 يوماً والشعوب العربية المغلوبة تحاول أن تبعد عن نفسها وبلدها “تهمة” التقصير، وترميها على شعوب وأنظمة عربية أخرى، وتتهمها بالابتعاد عن الاهتمام بما يجري، بينما المتَّهِم يمارس ما يمارسه المتَّهَم تماماً، ولكن العين لا ترى إلا سوءات الآخرين.


111 يوماً نرجو من الله ألا تتحول إلى 222 فللصبر حدود، وللألم حدود، وللكرامة الإنسانية حدود.


111 يوماً وعار العجز والتشاغل يكلل جبهة العالم.


* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .