إن تحالف “حارس الازدهار” الذي تشارك فيه مملكة البحرين إلى جانب عدد من الدول، أمر منطقي من الناحية الإستراتيجية للتصدي لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وخلق جبهة موحدة متماسكة لتأمين هذا الممر المائي المهم للمنطقة والعالم، حيث كان لابد من وضع خطوات لازمة لحماية الإمداد والتوريد الإقليمي والدولي من التدمير والتخريب والقرصنة، وتنسيق وتوحيد كل الجهود، خصوصاً أن سيطرة العصابات الحوثية واستهدافها سفن النقل والشحن ستنجم عنه مشاكل خطيرة كارتفاع الأسعار والتضخم ورفع كلفة الشحن، وبالتالي قد يحدث انهيار كبير في حركة التجارة العالمية وبدرجة غير مسبوقة.
إن هجمات الحوثيين المختلفة والمتنوعة على السفن التجارية جاءت استثماراً لمصالحها وأهدافها وتتصل بنواياها العدوانية الحقيقية المتمثلة في عدم الاستقرار والفوضى في المنطقة، وكل حملاتها الإعلامية لتزييف الحقائق مكشوفة، فالسفن التي تعرضت للهجمات عبر الطائرات المسيرة معروفة، وليست لها روابط مع ما يدور في المنطقة، القضية برمّتها قرصنة وإلحاق الضرر بقوة المنطقة الاقتصادية ضمن خطة متفق عليها ومنسوجة مثل الألبسة بشكل لم يعد قابلاً للجدل.
إن مملكة البحرين ومن منطلق التزامها بالاتفاقيات الدولية، وكذلك المحافظة على أمنها واستقرارها على مختلف المستويات والأصعدة، تبذل جهوداً خيّرة خدمة للقضايا العربية والإسلامية ومن أجل نشر السلام والأمن في ربوع العالم، وتعرف كيف تحدد المخاطر والنوايا الخبيثة المحدقة بالمنطقة، وخلط الأوراق وما تفرضه تطورات الموقف، وتحالف “حارس الازدهار” مطلب ضروري يدخل في نطاق الأمن الجماعي الذي يضمن سلامة وحماية التجارة في البحر الأحمر وتأمين حركة الملاحة وضمان العبور الآمن للسفن وضبط إيقاعها.
كاتب بحريني