لو كان مشهداً واحداً في فيلم من أفلام هوليوود دفعت تذكرةً باهظة الثمن لأشاهده في السينما ما شاهدته، وليته كان مشهداً واحداً وكفى، بل إن أذهاننا غصت بمشاهد تفوق تحملها، وقلوبنا فجرتها القذائف التي تلقى بلا رحمة على أهلنا في غزة العزة. كل صاروخ يطلق على غزة يقع في أفئدتنا وكل طفل يقطّع ويرتقي طيراً إلى الفردوس يقطّع أنياط قلوبنا.

المشهد في غزة أعظم من أن يوصف بكلمة، واليأس الذي يعتري أهلها ليس من رَوْح الله، إنما من النخوة العربية والغضب لله ولرسوله ولحرمة دماء إخوتنا التي سُفكت وتُسفك على أرض غزة الأبية.

نحن مطالبون ليس بالمشاهدة والبكاء على الأرواح البريئة الطاهرة التي عرجت للسماء فحسب، بل نحن مسؤولون أمام الله الذي يرى كل ما يجري، وهو بعينه وتحت رحمته، بأن نسجل موقفاً داعماً لقضية الأمة منذ نكبتها في ٤٨م، ولا يتأتى لنا ذلك بالقعود والفُرجة، إنما بمد يد العون والسند لإخوتنا في فلسطين بكل الأشكال الممكنة والمتاحة.

الماء والطعام والسقف الحامي، كل ذلك يتعذر ويستحيل استحقاقه في ظل ظروف الحرب القاسية التي تشنها إسرائيل على المدنيين العزل. الأمان والأمنة والسماح للعيون بالنعاس بلا خوف من القصف بات حلماً يراه أطفال غزة ونساؤها أيقاظا. هنا يتوجب علينا الجهاد بأموالنا ونشر ظلامة أصحاب الحق الذين حُوصروا وشُردوا وقُتّلوا بأبشع ألوان القتل، ولنسأل أنفسنا هل يكفي المال لتحرير الأرض ونصرة القضية؟

كاتبة بحرينية