العدد 5485
السبت 21 أكتوبر 2023
banner
معركة العبور الثانية.. تتمة القصة
السبت 21 أكتوبر 2023

واهم من يظن أن معركة خير أجناد الأرض في فلسطين مع شذاذ الآفاق ستنتهي بالسهولة التي انتهت فيها المعارك السابقة، غزة كانت ولا تزال مشكلة وعبئا على إسرائيل، فالفصائل لن تتوقف في القطاع عن تنفيذ الهجمات، ولن تحول أية اتفاقيات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل دون وقوع تلك الهجمات.

لقد باءت جميع محاولات إسرائيل لإخضاع غزة بالفشل، فلم يؤت الحل العسكري ثماره ولم ينفع الحصار الكامل والتضييق الاقتصادي في تمكين إسرائيل من السيطرة عليها. المعركة تتمدد، تنطلق الصواريخ من لبنان، وهضبة الجولان، وغور الأردن، وصحراء سيناء، وبعضها عروض مسرحية رخيصة لإثبات حضور ليس إلا، وسيتم إغلاق باب المندب بعبث وتهديد الحوثيين، وسترتفع الأسعار، وسيعيش الصهاينة ومن ساندهم في رعب وخوف، ستحدث هجرة مضادة للصهاينة أو هروب مؤقت من فلسطين المحتلة، ستستفيد منها دول كتركيا من تدفق اليهود على فنادقها هرباً من الموت، سيتوقف تفكير المرتزقة أصحاب النفوس الضعيفة أمام هول مآلات ما سيحدث، ستتدخل دول على الخط، سيتم غلق المجالات الجوية للدول القريبة من أرض المعركة، سيتدهور الوضع الداخلي في إسرائيل، سيستخدم المجاهدون أسلحة خطيرة لم تستخدم من قبل ستربك الصهاينة أكثر مما هم فيه الآن.

المعركة اليوم ليست مع دول لا تملك قرارها، بل مع شهداء يمشون على الأرض، يحملون أكفانهم على أكتافهم، يبحثون في طرقات بيت المقدس وأكناف بيت المقدس عن الموت كما يحب الجبناء الحياة. يبحثون عن الشهادة ونصب أعينهم حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله. وهم كذلك، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: "ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس". الحوادث ستتغير بشكل دراماتيكي وستطول.

كاتبة بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .