على ما يبدو لدينا فئتان متنافستان على إرهاق أولياء الأمور بالطلبات المدرسية، الفئة الأولى تظهر في بعض المدارس، أبطالها مدرسون - ومدرسات - يدهشوننا بالطلبات المزاجية، رغم توجيهات الأخ العزيز سعادة الدكتور محمد بن مبارك جمعة وزير التربية التعليم، والذي وجه بشكل مباشر إلى “عدم تكليف الطلبة بطباعة المهمات الموكلة إليهم في المكتبات، والاكتفاء بكتابتها وإرسالها إلكترونياً أو كتابتها وإرسالها يدوياً إلى المعلمين، بحسب المرحلة أو أية وسيلة متاحة أخرى لوضعها في ملف الطالب، وذلك من أجل تخفيف الأعباء على الطلبة وأولياء أمورهم، بالإضافة إلى تقليص عدد الأنشطة التقويمية وتقليل عدد المهمات المكلف بها كل طالب”.
إن هذه التوجيهات من قبل سعادة وزير التربية والتعليم، بمثابة حياة جديدة لأولياء الأمور، لكن بعض الطواقم التعليمية تبدأ في نشاطها وفاعليتها في إدخال الطالب في متاهات الطلبات والنهاية المنتظرة في المكتبات التي تحتاج من الجهات المسؤولة إلى حملات تفتيش ورقابة، فقد تخطت بعض المكتبات مسارها وأصبحت لديها شجاعة الأسد في الاستعداد للنزول والتهام المواطن، خصوصا من ذوي الدخل المحدود، ومن لديه عدد من الأبناء في مختلف المراحل الدراسية.
إذا نحن أمام فئتين، الفئة الأولى تحتاج إلى نظرة فاحصة دقيقة من قبل المسؤولين في وزارة التربية والتعليم، لتغيير المقاييس السائدة عند بعض المدرسين والمدرسات وإلزامهم بعدم الخروج عن دائرة توجيهات سعادة الوزير، والفئة الثانية قد تحتاج إلى عمل واسع مكثف من الوزارة المعنية بالرقابة والتفتيش، لأن كثيرا من المكتبات المنتشرة في محافظات المملكة لا تثير الانتباه بالتلاعب في الأسعار ومن ضمنها أسعار “الطباعة”، وتحتاج إلى جهد غاليليو وكوبرينكوس اللذين قاما باكتشافات مبدعة في زمانهما.
المواطن من ذوي الدخل المحدود مثل الشجرة الصامتة، فأبعدوا عنه المنشار والفأس.
* كاتب بحريني