أصدر سيدي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، أمره السامي بدعوة مجلسي الشورى والنواب للانعقاد يوم الأحد القادم لافتتاح دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي السادس، وهي مرحلة جديدة من العمل الوطني تتطلب الهمة العالية والعزيمة لمستقبل أفضل، وأن يكون سعادة النائب أداة فاعلة ماهرة قادرة على تحقيق طموحات الشعب، وبما أن دور الانعقاد الثاني اقترب، وددت سرد موقف يتطلب منا تبويبا علميا دقيقا لفهم طبيعته وبواعثه.
قبل أيام التقيت بأحد السادة النواب في مناسبة ما، وقلت له باللون والشكل.. لماذا لا تطالب بما كنت تطالب به قبل أن تصبح نائبا في البرلمان، هل تذكر أمنياتك ومطالباتك بضرورة التفات الجهات الرسمية لأصحاب الهواية الفلانية ودعمهم ووضع الخطط والبرامج التي تعنى بتشجيعهم محليا وخارجيا.. ها أنت اليوم في موقع ومركز قوة للتحدث عن أولئك الهواة تحت قبة البرلمان ونقل مطالبهم وتعزيز التواصل معهم بالتنسيق مع مختلف الجهات الرسمية ذات الصلة. وعدني خيرا ورد.. إن شاء الله.
إذا وضعنا هذا الموقف في إطاره الصحيح، سنكتشف أن العديد من السادة النواب تطالهم يد التغيير بمجرد وصولهم البرلمان، قد نرى البعض مهتما بنشاط أو هواية ويهدف إلى تطويرها والعمل على الارتقاء بها قبل دخوله البرلمان، لكن بمجرد خوضه غمار الانتخابات والفوز بالمقعد، ينطلق من قاعدة أخرى وينسى ما كان يسعى لتحقيقه والنشاط المهتم به، بمعنى أن ذلك النشاط أو الهواية تصبح كالحلم البعيد، أو كالشرايين المقطوعة، بعد أن كانت تخطو ذهابا وإيابا في عقل النائب قبل الفوز! تتحول العدسة التي تجتمع في بؤرتها كل إشعاعات الحب إلى خارطة لا وجود لها.
ومن الظواهر الملفتة للنظر أيضا، أن طابع السيرة الذاتية لبعض النواب يبين نوعا من الاهتمام بالثقافة والفنون “قبل الفوز”، لكن بعد الفوز تضرب الثقافة بالسوط ويفجر رأسها.
* كاتب بحريني