إن الحديث عن الذكاء الاصطناعي بات يطرق أبواب أغلب النقاشات والحوارات العلمية والمهنية، ويثير الكثير من التساؤلات التي تفتح آفاق المعرفة والبحث في هذا الموضوع المهم والذي يعتبر حديث الساعة.
وبما أن الذكاء الاصطناعي يتمثل في البرامج الحاسوبية التي لديها قدرة على محاكاة البشر وممارسة مهارات التعلم والاستنتاج، فهو بالدرجة الأولى يخاطب القدرات الذهنية لدى البشر، وبالتالي يخلق فرصا للتفاعل والاندماج والتلقي المباشر والتأثير بلا شك في المجالات المختلفة، الأمر الذي يجعلنا أمام تساؤل حول ما إذا كان العلاج النفسي سيتم عن طريق الذكاء الاصطناعي أيضا، خصوصا مع تطور التطبيقات التي تستخدم في المجال الطبي، هناك قلق فعلي حول الذكاء الاصطناعي وعلاقته بالطب النفسي، خصوصا مع تزايد الاضطرابات النفسية والحاجة للاستشارات النفسية، وهناك العديد من الآراء التي تعزز استخدام الذكاء الاصطناعي، وآراء أخرى تشكك في هذه الإمكانية، وتوضح بعض الآراء المبدئية حول هذا الموضوع أنه يصعب استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الطب النفسي؛ وذلك لأن العلاقة التي يكونها الطبيب النفسي مع المريض تتطلب التواصل المباشر والحوار والتعاطف وقراءة لغة الجسد وصولاً للتشخيص والعلاج، وفي الوقت ذاته هناك آراء تجد في الذكاء الاصطناعي فرصة لتحسين الصحة النفسية من خلال إجراء محادثة مع (روبوت)، والتعبير عن المشاعر السلبية، وهو يقوم بدوره بتحويلها لأفكار ومشاعر إيجابية، ما يساهم في بناء الذات بصورة أفضل، فما بين رأي متفائل ورأي يستبعد تماماً تأثير الذكاء الاصطناعي في العلاج النفسي لابد من أن يكون هناك حذر ووعي في استخدام التطبيقات في المجال النفسي، بالتحديد لضمان سلامة وحماية المرضى من الخطر، ليست كل الحالات على قدر كبير من الإدراك السليم للتعامل مع الروبوت والاستماع لنصائحه، والتي قد تأتي بنتيجة عكسية.
* كاتبة وأخصائية نفسية بحرينية