يساورني الشك في جميع المواقف التي أعيشها في حياتي، لا أجيد التركيز في دراستي، أفكر كثيرا في الأحداث السيئة التي من الممكن أن تحدث، أفكر في المجهول دائماً، منذ خروجي إلى الجامعة وأنا أفترض أنني سأتعرض لحادث أو سأتلقى اتصالا بموت أحد أقاربي، أفكار كثيرة تغزو مخيلتي، أحياناً لا أستطيع أن أنام وأعاني من الأرق، عندما يشتد التفكير تزداد دقات قلبي وأكاد أشعر بأن أنفاسي ستنقطع، هكذا تصف تلك الفتاة العشرينية حالها.
يعد القلق أحد أمراض العصر المزمنة، حيث بات يشكل معاناة لبعض الأفراد الذين يقعون أسرى لمجموعة من الأعراض المرضية النفسية التي تحتاج إلى تدخل علاجي سريع من قبل مختص نفسي لكي يتم منع تفاقمها ومحاولة إعادة الفرد لحالته الطبيعية، ويعرف القلق بأنه “شعور بعدم الارتياح، مثـل التوتر أو الخوف، ويمكن أن يتفاوت في درجته، فقد يكون خفيفا أو شديدا وقد يعترض أي شخص”، أما اضطراب القلق العام فيعرف بأنه “حالة طويلة الأمد تجعلك تشعر بالقلق حيال مجموعة واسعة من المواقف والقضايا، بدلا من حدث واحد محدد”.
مع تزايد الضغوطات الحياتية وتعرض الأشخاص للمواقف الصادمة يزداد فرط النشاط في مناطق الدماغ التي تشـارك في المشاعر والسلوك، وقد يكون هناك خلل في المواد الكيميائية في الدماغ مثـل السـيروتونين والأدرنالين، والتـي تشـارك في التحكم في المزاج وتنظيمه، حيث تساهم هذه العوامل في ظهور أعراض القلق لدى الأفراد، يتفاوت الأفراد في قدرتهم على التحكم بمظاهر القلق لذلك فإن التدخل المبكر لعلاج المشكلة وطلب المساعدة يعد من وسائل العلاج التي تخفف من القلق.. فلا تقلق.

كاتبة وأخصائية نفسية بحرينية