محظوظ من يملك صديقا قريبا يتشارك معه تفاصيل الحياة بحلوها ومرها، ذاك الذي لا يتأخر عنك عندما تحتاجه وحتى عندما لا تحتاجه، تجده أقرب إليك من الأقرباء، وأحب الناس إليك، فالصداقة بمفهومها العميق وقيمها الراقية تعد من العلاقات الأصيلة التي تجمل الكون، فنحن نسعد بوجود الأصدقاء، ولأن وجودهم مهم فهم يندرجون ضمن شبكة الدعم الاجتماعي المعنية بتخفيف الضغوط النفسية، وهذا ما أثبتته الدراسات التي تؤكد أن شبكة العلاقات الداعمة لها دور كبير في تحسين الحالة المزاجية والنفسية للأشخاص.
إن وجود الأصدقاء يعزز قنوات التواصل لدى الفرد، وهذا التواصل قد يكون مجديا في تحقيق الاطمئنان النفسي وإعادة ترميم الذات في لحظات العزلة والخيبة الإجبارية، أو أثناء اتخاذ القرارات، فالحوارات التي تدور بين الأصدقاء تساعد على إعادة الاستبصار بواقع الحياة، وتتيح الفرصة للتأمل، وتزرع بذور الأمل من جديد، خصوصا إذا كان أصحابها ممن يألفهم القلب ولدينا توافق مع توجهاتهم بمنطق وأمان. 
إن وجود الأصدقاء حولنا مهم جداً ويتفاوت هذا الاهتمام من شخص لآخر، خصوصا أن الاهتمام بموضوع الصداقة يبدأ في مرحلة مبكرة من العمر، ويظل الموضوع ذا أهمية في مراحل النضوج، وهنا تتغير النظرة التي ما عادت تنظر إلى كثرة الأصدقاء بل جودة واستحقاق من يرافقنا وهو من يستحق أن نمنحه لقب الصديق.
كل ما أريد أن أقوله إن في تلك الضحكات التي تجمعنا مع الأصدقاء تتعافى جوارحنا، مع تلك الحوارات الشيقة تتحفز عواطفنا، ومع كل كوب قهوة نتشارك فيه مع صديق تجبر أرواحنا، نحن بشكل أو بآخر نتعافى بالأصدقاء. 

* كاتبة وأخصائية نفسية بحرينية