+A
A-

تقديم كتاب "المرأة مستقبل السينما العربية" من مالمو

شكّلت الدورة 13 لمهرجان مالمو للسينما العربية الذي يقام سنويا في السويد مشاركة سينماية مميّزة كانت هذا العام بـ45 فيلما من 12 دولة من بينها المملكة العربية السعودية.

يعدّ المهرجان، تواصلا متفرّدا مع المهتمين بالسينما في كل المجالات ومنها البحثية حيث أطلق على هامش فعالياته الباحث اللبناني إبراهيم العريس كتابه الجديد بعنوان "المرأة مستقبل السينما العربية"، طرح فيه بشكل كرونولوجي تاريخ السينما العربية المؤنثة التي طوّرتها مخرجات عربيات انطلق البحث مع أول فيلم عربي "ليلى" من إخراج عزيزة أمير وكان التناول البحثي مركّزا على التقنية والتفاعل البصري والرؤية الاخراجية والتحدي الجمالي الذي كسر فكرة الحدود الاجتماعية التي قد تعيق الابداع أو ترمي إلى التحفظات البصرية نوعا ما من حيث الانطلاق بحرية نحو الفكرة الاخراجية ذات التطلعات المتجدّدة وهو الحضور الذي تكامل معه مسار الإخراج للمرأة إلى يومنا هذا.

وتجدر الإشارة إلى أن أغلفة الكتاب صمّمتها الفنانة التشكيلية السعودية نور هشام السيف والتي كانت حاضرة ضمن فعاليات المهرجان والتي تعتبر من بين الفنانات البارزات في الساحة التشكيلية السعودية المعاصرة حيث لها حضور فني كثيف وشامل وإطلاع معمّق على السينما بالتوازي مع الفنون التشكيلية لها مقالات سينمائية معمّقة ومشاركات ومعارض تشكيلية مميّزة فردية وجماعية داخل وخارج المملكة. 

كان الطرح الذي تناوله العريس مبنيا على التأريخي ومتبوعا بالتحليلي خاصة وهو يحيط التجربة بالأنموذج المصري المفتوح على التجريب والمركّز على الانفتاح على فكرة السينما وهو ما بدأبه القسم الأول المرأة في تاريخ السينما العربية.

ثم وفي طرح مواز اختار أن يضع تجربة سينما المرأة الفلسطينية على محك الاحداث والوقائع والتطلعات الأخرى التي تكون ممزوجة بالأرض والحضور والمقاومة وهنا ركّز على تحوّلها مع كل تلك العلامات والرموز من حضور إلى ذات وكيان قادر على صناعة رؤيته بعيدا عن التصنيف بين مسمى سينما المخرجين والسينما النسوية.

كما ركّز العريس في قسم آخر من حضور السينما الفلسطينية على "سينما الوارثات أو جيل ما بعد التأسيس.

وفي قسم آخر طرح سينما المرأة اللبنانية مشيرا إلى سرعة تحوّلها من محلية إلى عالمية من خلال التكريمات الدولية التي حصلتها ومشاركاتها ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي.

ثم أشار في بحثه وتحليله إلى السينما السعودية وسينما المغرب العربي تونس والمغرب.

قدّم العريس بحثه بشكل سلسل ولغة متواترة بين التاريخ والحدث وبين الفكرة والفيلم وبين الشخصية والمحتوى فكان بحثا متمايزا وطرحا استطاع ان يفتح أكثر من أفق وتساؤل ممهّدا الطريق لبحوث أكثر تعمّقا وتخصصا.