يجب على المسرح المدرسي أن يتجاوز الخط ويحاول ألا يتحول إلى نقطة تتجمع حولها طبقة معينة تنظر إلى الأعمال المسرحية على أنها صنعت خصيصا للإبهار والتسلية، فالمطلوب أن ينطلق المسرح المدرسي ليأخذ مكانه في العالم الرحب المتأجج طالما يشرف عليه متخصصون من الكتاب والنقاد وغيرهم.
مهرجان المسرح المدرسي الذي تقيمه وزارة التربية والتعليم ليس بحاجة إلى التوجيه والتثقيف والتوعية فحسب، بل إلى الانتشار وإقامة جسور بينه وبين الواقع الثقافي في المجتمع، فأنا شخصيا وكأحد المهتمين بالمسرح لم أعرف عن المهرجان المسرحي الأخير إلا من خلال صورة في وسائل التواصل الاجتماعي، وكنت أتمنى من الوزارة أن تدعم هذا النشاط بشكل أكبر لتحقيق الأهداف الكبرى وأن لا تعتبره نشاطا عابرا وهامشيا، كما عرفت أن الوزارة لم تشارك في مهرجان المسرح المدرسي الخليجي الذي أقيم في شهر فبراير في دولة الكويت الشقيقة بسبب الميزانية، وقد أثر هذا القرار على العديد من الطلاب الموهوبين الذين يبشرون بعطاء أفضل مستقبلا، وفي أعماقهم رغبة في الخلق والإبداع تحددت معالمها مبكرا، كيف لا وهم يشاهدون غيرهم من طلاب دول الخليج يغردون في المسرح الخليجي وربما غدا في المسرح العالمي.
إذا كان هناك عجز في المسرح المدرسي يفترض من الوزارة سد هذا العجز الموجود، والاهتمام به أكثر لأنه بمثابة المعهد الذي يخرج عناصر مؤهلة تغني الحركة المسرحية وينميها وليس العكس، يفترض أن يستمر البناء دون توقف ومده بالكوادر الفنية المتخصصة وتذليل شتى العراقيل، وأنا على يقين تام بأن سعادة وزير التربية والتعليم الأخ الفاضل الدكتور محمد مبارك جمعة يؤمن إيمانا عميقا بدور المسرح وأهميته، ولن يتردد في إيجاد التخطيط العلمي المدروس الذي سيسهم في الارتقاء بالمسرح المدرسي وكوادره، لأن المسرح واجهة من واجهات الحضارة في أي بلد.

*كاتب بحريني