+A
A-

نصف مليون مراقب من المعارضة التركية لمنع تزوير الانتخابات

اتّخذت المعارضة التركية قراراً بالإجماع حول وضع مراقبين للانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستشهدها تركيا منتصف شهر أيار/مايو المقبل وسط تحدّياتٍ كبيرة أبرزتها تداعيات الزلزال المدمّر الذي وقع يوم السادس من فبراير/شباط الماضي والأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد منذ سنوات، وهو ما يجعل المنافسة شرسة في الانتخابات الرئاسية بين المرشّحين الرئيسيين رجب طيب أردوغان وخصمه كمال كيليتشدار أوغلو مرشّح تحالف "الطاولة السداسية" في الانتخابات الرئاسية.

وتخشى أحزاب المعارضة التركية، بما في ذلك تحالف "الطاولة السداسية" وهو أكبر تحالف انتخابي معارض في تركيا، من إمكانية حصول التزوير في صناديق الاقتراع يوم 14 مايو/أيار المقبل، حيث ستشهد البلاد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في يومٍ واحد.

وبحسب مصادر "العربية.نت"، سيصل عدد المراقبين الذين ستضعهم المعارضة على صناديق الاقتراع إلى 500 ألف مراقب، سيحاولون جميعاً منع التزوير وسيتولون كتابة تقارير حول أي مخالفات لتقديمها لتحالف "الطاولة السداسية" لاحقاً.

والمراقبون هم محامون ومتطوّعون سيتوزّعون على 50 ألف مركز اقتراع يضم 192 ألف صندوق اقتراع في عموم البلاد.

وقال كمال أوزكيراز مدير مركز "أوراسيا" التركية للأبحاث العامة الذي يجري بشكلٍ دوري استطلاعاتٍ للرأي حول قضايا سياسية واجتماعية واقتصادية في البلاد إن "المعارضة على ما يبدو قد تعلمت درساً من الاستفتاء الذي غيّر نظام الحكم، ولهذا تريد مراقبة الانتخابات مع إمكانية حدوث تلاعب فيها".

وأضاف لـ "العربية.نت" أن "التلاعب يحدث في تركيا في كل انتخابات لاسيما في المناطق الريفية، حيث لا يوجد عدد كافٍ من أعضاء المعارضة، وفي بعض القرى القبلية التي يعمل سكانها مع الحكومة في المنطقة الجنوبية الشرقية من البلاد، وذلك من خلال جمع زعيم القبيلة للناس للإدلاء بأصواتهم لصالح مرشّح التحالف الحاكم".

قصص اقتصاديةخاصالليرة التركية ترتفع في السوق الفورية بعد تعديل قواعد تداول الذهب

وتابع: "التحالف الحاكم هو من يقدّم تقريراً عن الانتخابات في هذه المناطق لغياب مراقبين من المعارضة، ولهذا ربما يفوز مرشحون في الانتخابات النيابية في تلك المناطق لم يكن بإمكانهم الفوز في حال وجود مراقبين من المعارضة، وهو ما تحاول الأخيرة تجنب حدوثه في الانتخابات المقبلة بعد نحو أسبوعين".

وتتهم المعارضة التحالف الحاكم، الذي يضم حزبي "العدالة والتنمية" و"الحركة القومية" اليميني المتشدد والذي اختار أردوغان مرشّحاً رئاسياً، باللجوء إلى التزوير في الانتخابات الرئاسية السابقة التي شهدتها البلاد عام 2018 وكذلك في الانتخابات المحلية عام 2019.

ويخشى تكتل تحالف "الطاولة السداسية" من تلاعب مزعوم في البيانات الانتخابية ومن مشاكل فنية محتملة خاصةً أن استطلاعات الرأي الأخيرة تشير إلى تقدّم مرشّح المعارضة كيليتشدار أوغلو على خصمه الرئيس الحالي أردوغان.

ويشارك في السباق الرئاسي إلى جانب كلٍ من كيليتشدار أوغلو وأردوغان، سنان أوغان مرشّح تحالف "الأجداد" ومحرّم إينجه المرشّح الرئاسي السابق الذي استقال من حزب "الشعب الجمهوري" في عام 2021.