شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة مؤخرا قرارات مهمة تمثلت في إسناد منصب نائب رئيس الدولة لسمو الشيخ منصور بن زايد، وتعيين كل من الشيخ هزاع بن زايد، والشيخ طحنون بن زايد نائبين لحاكم أبوظبي، وتولى الشيخ خالد بن محمد بن زايد ولاية العهد بالدولة، ولابد لنا من قراءة متمعنة في أهمية هذه القرارات على مستوى الإمارات والخليج والعالم. 
أولى هذه القراءات أن دولة الإمارات مارست حقها الدستوري في إسناد هذه المناصب المهمة لقيادات كان لها دور كبير على الساحة المحلية والدولية، وثانيها تأييد المجلس الأعلى لحكام الإمارات ومباركة هذه القرارات والتعيينات، وثالث هذه القراءات الدعم الشعبي الإماراتي وتأييده المجتمعي والإعلامي لهذه القرارات، ورابعها الدعم السياسي الخليجي لهذه الخطوات، والذي تمثل ببرقيات التهنئة والاتصالات الهاتفية لما قامت به الإمارات من قرارات سيادية. ونحن في مجلس العلاقات العربية الدولية كارنتر أعلنا عن ترحيبنا بالقرارات والتعيينات التي صدرت عن صاحب السمو رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد، وبموافقة أعضاء المجلس الأعلى، وبمباركة كما أسلفنا الشعب الإماراتي بكل شرائحه وأطيافه، وفي رأينا أن كل هذا الدعم الشعبي والخليجي يمثل نموذجا واضحا في التكامل والتمازج الحكومي والشعبي وممارسة دستورية ناضجة، نأمل أن تصب في صالح الشعب الإماراتي، ونأمل أيضا أن تمثل لبنة جديدة في ترسيخ وتقوية سياسة المنظومة الخليجية، وتكون استمرارا لنهج وسياسة المغفور له بإذن الله مؤسس الدولة الشيخ زايد تجاه الوحدة والتضامن والاستقرار العربي.
ختاما لابد من التأكيد على أن هذه التعيينات والقرارات الجديدة ستكون استمرارا لنهج وسياسة دولة الإمارات بنشر ثقافة وروح التسامح والسلام العالمي، وأن تساهم في مزيد من الاستقرار والأمن العالمي، ما يعطي تأكيدا على قوة السياسة العربية ودورها في المساهمة في بناء مجتمع دولي إنساني.
* كاتب سعودي