+A
A-

الشيخة هند بنت سلمان لـ “البلاد”: نصيحتي للشباب الصبر والابداع.. ولا مجال للتكرار

نشأت‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬العود‭ ‬في‭ ‬المحرق‭ ‬ودرست‭ ‬بالمنامة

تأثرت‭ ‬بجدتي‭ ‬وأمي‭ ‬فلكل‭ ‬منهما‭ ‬شخصية‭ ‬متميزة

في‭ ‬الصيف‭ ‬تنتقل‭ ‬الأسرة‭ ‬إلى‭ ‬”المقيظ”‭ ‬في‭ ‬السنابس

المثابرة‭ ‬والصبر‭ ‬والإبداع‭ ‬الطريق‭ ‬الأهم‭ ‬للنجاح

‭ ‬التجارب‭ ‬الجديدة‭ ‬تكسبني‭ ‬معرفة‭ ‬وخبرة‭ ‬وتثري‭ ‬مسيرة‭ ‬دربي

 

لقاء جميل أجرته “البلاد” مع رئيسة جمعية رعاية الطفل والأمومة الشيخة هند بنت سلمان آل خليفة، التي تحدثت، عن النشأة، والطفولة، وذكريات الماضي الجميل، وأيام (البيت العود) في دهاليز المحرق الجميلة.
وأشارت الشيخة هند في سياق حديثها، إلى الأثر القدوة الذي تركه والداها وجدتها فيها رحمهم الله، وكذلك عن المآثر الكريمة لأمير البلاد الراحل صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه معها، وفيما يلي نص اللقاء.

بداية، هل لك أن تحدثينا عن البيت الذي نشأت فيه؟
انتمائي ونشأتي في (البيت العود)، والذي كانت به جدتي رحمها الله في المحرق، وفي ذات البيت أخوالي جميعاً، وزوجاتهم، وكنت جزءا منه.
ولقد تأثرت بالجو العام للبيت، وهو العلم، إذ كانوا يدرسون في القاهرة، وبصحبتهم جدتي، فكنا نترقب عودتهم في الإجازات، كما كانت لهم هوايات، وميول، فمنهم الذي يرسم، ومنهم الذي ينحت، وغيرها، وهي حال متميزة، أوجدت في نفسي الشعور المستمر بالإلهام.
كما كانت لهم عادة في الصيف، بالانتقال لما يسمى بـ”المقيظ” في منطقة السنابس.


في أي المدارس كنت طالبة؟
درست المرحلة الابتدائية في مدرسة مريم بنت عمران في المحرق، وبعدها اختارت لي والدتي أنا وأختي الشيخة عائشة أن نواصل الدراسة في مدرسة الإرسالية الأميركية بالمنامة، ومن بعدها مدرسة فاطمة الزهراء في المنامة.
وكانت تختلف عن المحرق بشكل كبير، فالمعلمات من مختلف الدول العربية، وهناك تنوع في الطالبات، وكانت بيننا ألفة، وحتى تخرجنا معا من الثانوية العامة.
كان الخيار بأن أبقى في البحرين، ولكني لم أكن قابلة بذلك، حيث حظى إخواني الله يحفظهم بفرصة الدراسة في المدارس الداخلية بالخارج، بمرحلة ما قبل الجامعة.
وكنت أتطلع بأن تواتيني الفرصة بأن ألتحق بهم، وبأن أدرس في لبنان، ولقد كان والدي رحمه الله متفهما جدا، وبوجود إخواني في لبنان، كان من السهل أن يتركني معهم، بعد انقضاء إجازة الصيف. 


ماذا عن بداية مسيرتك؟
للحديث عن البدايات خطوط، وتعرجات، وكل خطوة تقودني لمجال واسع، ومؤثر، بالقدر الذي تأخذني فيه الخطوة التالية إلى درجة ومكانة أعلى، فلا أستقر بذات المكان، بل أنتقل بتجربتي إلى مكان آخر، فلا تعترضني التحديات، وأبحث عن تجارب جديدة، تكسبني معرفة وخبرة، تثري مسيرة دربي.
العلم هو أوسع مجال وجدت نفسي فيه، فمن بعد اجتياز المرحلة الثانوية، بدأت دراستي الجامعية بالجامعة الأميركية في بيروت، ووجدت أن هذه المرحلة ليست لمجرد نيل الشهادة، بل اكتساب مهارات وعادات اجتماعية، منها الانفتاح على ثقافات متعددة بجانب الاستفادة من إدارة الوقت، والتعامل مع أطياف من المجتمع.


 ما أهم الهوايات التي أحببتها؟ ولماذا؟
الهوايات مسلية، ولها فوائد كثيرة، أهمها الرياضة والاهتمام بالفن، من حيث زيارة المعارض، واقتناء الأعمال الفنية، كما أن من اللغات ما جذبني مثل الأسبانية والفرنسية.


ما قصة اختيار تخصصك الدراسي؟ 
في فترة الدراسة، فضلت أن التحق بالجامعة الامريكية في بيروت والتي بها تخصصات لم تكن في كلية بيروت للبنات، والتي بدأت فيها السنة الأولى.
 واخترت علم الأنثروبولوجيا لفروعه المعنية بالمجتمع، ومؤسساته، وهي ما تمتُّ بشكل مباشر لعملي، سواء الرسمي أو الأهلي، فالمجتمع المحلي، والتغير الاجتماعي، يطرأ على جميع المؤسسات، وعلينا أن نعي هذا التطور ونواكبه.


كيف كانت تجربتك في القطاع التجاري؟ 
عالم التجارة لا يخلو من التحديات، ولكن يستمر التاجر أو صاحب العمل فيه في الإلمام بشكل يومي باحتياج السوق، وخدمة الزبائن، والتحول إلى الوسائل الحديثة في التسويق.


 ما الذي يحتاجه الشباب اليوم لدخول القطاع التجاري؟
نصيحتي لكل شاب لديه الرغبة في أن يكون صاحب عمل، أن يكون صبورا، ومبدعا، وأن يعرض منتجاته بطريقة مبتكرة، فإن التكرار لا يجد له مكاناً في السوق.


ما الشخصيات التي أثرت فيك، وساهمت بصقل شخصيتك؟ 
تأثرت كثيراً بجدتي التي اهتمت بتعليم أولادها وبقائها معهم أثناء دراستهم في الخارج، حتى تحقق لهم ما لم يكن متوفرا في البحرين آنذاك، وكانت المدرسة الابتدائية هي الوحيدة التي كان يدرس الناس فيها، وما بعدها لم يكن هنالك شيء، فلها تأثير كبير علي من ناحية إلمامها، ومعرفتها، وانفتاحها ايضاً، واستقبالها لشخصيات كبيرة اثناء إقامتها في القاهرة.
كما كان لوالدتي رحمهما الله ذات التأثير، فلكل منهما شخصية متميزة، وقربي منهما أتاح لي الفرصة لأتعلم الكثير.
موقف لا يزال عالقاً بذاكرتك، يحرك فيك الشيء الكثير.
علاقة البنت بأبيها أمر بالغ الأهمية، فوالدي كانت له شخصية قوية وشديدة، ولكن معي كان حنونا وطيبا، أحيانا كنا نطلب منه الذهاب للسينما، فكان يشتري لي التذاكر بنفسه، بالرغم من التحفظات القائمة على ذلك حينها.
لقد كنت قريبة من والدي جداً، وكنا نلعب معاً في رمضان بالليل، وكانت لديه روح المنافسة.


هل ترين أن الجهد يكفي لخلق الفرص؟
لا يكفي الجهد بقدر الإلمام بالفرص الملائمة، واغتنامها، وهذا يتطلب معرفة وذكاء.
لا يزال لدي الطموح والتطلعات لتحقيق المزيد على الساحة المجتمعية، ودعم مؤسسات المجتمع المدني.
موقف لا يزال حاضراً في ذاكرتك.
في ذاكرتي أكثر من موقف أستذكره، حيث أعود إلى بعض المواقف لتدفعني على المحاولة وعدم الاستسلام، ففي كل ما يعترضني من تحديات، أتذكر أن المحاولة وإعادة الكرة، هي التي تساعدني في الحصول على ما أريده.
أجد في اتخاذ القرار مواقف تأثيرها يأتي بنتيجة إيجابية، ومنها السعي للحصول على هوية وجواز سفر للأطفال مجهولي الأبوين، وكان ذلك بفترة عملي في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية آنذاك.
ولم يكن الحصول على جواز السفر متاحا، ولكن بالسعي والمتابعة، حصل هؤلاء الأطفال على جوازاتهم، وكانت أول رحلة لهم للعمرة.


صورة سمو الشيخ عيسى بن سلمان طيب الله ثراه تتصدر مجلسك وبشكل لافت، فما قصتها؟
لسموه تأثير مباشر في دراستي خارج البحرين، وحينها لم يكن من أسرتنا من العنصر النسائي، من هنّ مسموح لهن بالدراسة خارج البحرين، وأتذكر أن سموه لم يعترض على دراستي، فشعرت بأن هذه كانت هدية من سموه رحمه الله لي.


كلمة أخيرة.
أوجهها للشباب، فالتحديات هي فرص للاستمرار، والمحاولة، لتخطي ذات التحديات.