+A
A-

في حلقة جديدة من برنامج "يوم مع.." البرهامي: رماني أبي في البحر فعشقت الهوامير

البحر.. لعبته الأولى وعشقه الذي تسلل لقلبه منذ كان في الخامسة من عمره.

يروي الشاب البحريني حسن البرهامي عبر “يوم مع” حكاية ارتباطه بالبحر وتخصصه في صيد الهوامير ويقول : “السمك كله خير ونعمة، ولكنني وأفراد أسرتي لا نشعر بالراحة والهدوء حتى نصطاد الهوامير، واذا لم نجد هامورًا في البحر نشعر بالضيق الشديد، حيث تخصصنا منذ زمن أجدادنا في صيد الهوامير فقط، ومارست هذه الهواية أو المهنة منذ طفولتي”. ويضيف: “تعلمت كثيرا في البحر حتى صرت أعلم الآخرين”.
ويستذكر من أيام طفولته بأن والده كان يرميه في منتصف البحر ويتركه يجاهد ليتعلم السباحة عبر انقاذ نفسه من الغرق، لتتشكل بعد ذلك علاقة حب فطرية بين حسن والبحر.

وقد يلعب الأطفال الصغار بالدمى، لكته لم يفعل ذلك، بل كان البحر ملاذه للعب والفرح والرزق وكل شيء ربما، حيث يروي أنه واخوته اذا أرادوا لعب لعبة البالونات الممتلئة بالماء، يلعبونها بأسلوبهم الخاص، ويستخدمون الأعشاب البحرية والطحالب لرميها على وجوه بعضهم.
ومن بين أشكال الدعابة أيضًا، قد يصنعون سندويشات محشوة بالحبّار “الخناق” الني، ويقدمونها كمينًا لبعضهم.

أما عن صيد الهامور، فهو يلجأ لاستخدام “القراقير” ويضع فيها أسماكًا صغيرة متدلية بخيوط داخل القرقور كطعم الهوامير، ويغلق القرقور بباب صغير ويرميه محملا بثقل يمنعه من الحركة، ويسجل بعد ذلك الاحداثيات ويتركه لأيام في عمق البحر، بأماكن يعتقد بوجود الهوامير فيها حسب الخبرة، ثم يعود مجددًا لاستخراج القرقور واكتشاف رزقه النائم في البحر.
ويؤكد البرهامي بأنه لا يوجد معدل ولا متوسط لصيد الهوامير في البحر، انما تخضع العملية لقوانين الرزق الالهي، فقد يحصد في يوم أكثر من 12 كيلو، وأحيانًا أقل.
وتكمن متعة اصطياد الهوامير في ندرتها، وسعرها المرتفع في السوق، فقد يبلغ سعر الكيلو 6 دينار بحريني، ويتغير وفق متغيرات السوق.

يتجه البرهامي للبحر كل فجر ويقضي ساعات النهار كلها في البحر، ورغم التعب الجسدي والتعرض للشمس لساعات طويلة الا أنه يقدس عمله، ويؤكد بأنه لا عيب في العمل، حتى وان كنا نعمل في ظروف صعبة وتتسخ ملابسنا ونتعرض لإصابات، اللا أنه يجب أن يقدر الانسان مهنته ولا يستنقص منها، ويضيف :” ربما تعودنا في منطقة الخليج أن نستقدم عمالًا للمهن الشاقة جسديًا، اللا أفضل أن أزاول مهنتي بيدي”.

انها ليست بالمهنة السهلة كما يصف البرهامي روعتها، فغالبًا مايتعرض الصيادون في وسط البحر لحوادث وأضرار جسدية، فقد تعرض حسن البرهامي لحادث في البحر سبب له إعاقة مزمنة في قدمه تمثلت في قصر القدم بسبب فتحها للجراحة ووضع حديد بداخلها، وجروح بليغة في ظهره، لكنه بالطبع يحب حتى الأذى الذي يأتي من حبيبه البحر، ويستدل على ذلك بالمثل الشعبي “مايضربك اللا اللي يحبك”.

ويختتم البرهامي حديثه “ الغدر في كل مكان وليس في البحر فقط، وهل يعقل أن أترك البحر وهو الصديق الذي تربيت معه ومصدر رزقي ومهنة أجدادي؟”.