العدد 5278
الثلاثاء 28 مارس 2023
banner
آثار التغيير
الثلاثاء 28 مارس 2023

بعد انقضاء زمن الكورونا نسبياً، وانحسار الحديث عنها، رغم أنها مازالت حاضرة كما نعلم، تغيرت الكثير من الأمور، وتركت الكورونا أثراً في مختلف جوانب وتعاملات الحياة، وذلك بعد بضع سنوات من بدايتها وقصص محاربتها.
هناك أصناف من الناس فيما يتعلق بذلك؛ منهم من لم يتغير في حياته شيء سواء كان قد أصيب أو لم يصب بالفيروس، وهناك من تغيرت حياته وزادت احترازاته ومازال يتبع التعليمات، والقلق والحذر يساورانه كما كان في السابق، وهناك من فتر اهتمامه وحرصه، فتناقص حذره، وانحسر اهتمامه بالوقاية من المرض، لكن ما أبعد من ذلك بكثير الأساليب الجديدة المتبعة للعيش والتعامل مع الحياة بشتى جوانبها، ومنها الاحتفالات مثلاً، خصوصا الاحتفالات الخاصة بالأعراس؛ فمن الملفت حقيقة أن هناك تقشفا واضحا في ترتيبات الزفاف، من حيث عدد المدعوين ونوعية الصالات التي تقام بها مثل هذه الاحتفالات، فكثيرون يفضلون أن تكون هذه العزومات ضيقة ومقتصرة على عدد صغير جداً من الأهل والأقارب، والدافع الحقيقي وراء ذلك في الغالب تقليل النفقات، فقلما من يتحدث اليوم عن تقليل هذه التجمعات في الاحتفالات وغيرها لأسباب صحية وللحد من انتشار مرض بحد ذاته، وهو ما يبدو إيجابياً إلى حد ما، خصوصاً أننا كنا نشتكي في الماضي من غلاء المهور ومصاريف الزواج.
كما أن مظاهر الحزن طالها هذا التغيير، لكن لا يوجد مبرر لذلك، بأن يقتصر تقديم التعزية على الوسائل الإلكترونية، وهو ما يمس حقيقة الطبيعة الأصيلة لحياتنا الاجتماعية، وكل ذلك والمزيد من التعاملات والتغيرات الأخرى في مختلف جوانب الحياة، لها دلالاتها العميقة، على أن الكورونا أحدثت تغييراً واضحاً في مجتمعاتنا، وبعض هذه التغييرات محمودة ويمكن أن يشجع على استمرارها، بينما البعض الآخر يحتاج إلى إعادة نظر والرجوع إلى ما كنا عليه في السابق.
* كاتب وأكاديمي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية