العدد 5278
الثلاثاء 28 مارس 2023
banner
المشهد يتكرر.. عيب عليكم إنه عبدالله وليد
الثلاثاء 28 مارس 2023

يبدو أننا أمام قضية مهمة ومن السهل ملاحظتها بالعين اللاقطة الدقيقة، وهي غياب عدد كبير من الفنانين عن جنازة الفنان الراحل عبدالله وليد رحمه الله، في مشهد تكرر في جنازة عميد المسرح البحريني الفنان الكبير محمد عواد في سبتمبر عام 2019، وحينها كتبت في هذه الزاوية مقالا بعنوان “عيب عليكم.. إنه محمد عواد”، وعتبت على الفنانين الذين لم يحضروا الجنازة، فعددهم كان لا يتعدى أصابع اليد الواحدة، وكأنهم لا يعترفون بالشخصية الحافلة بالعطاء واستكثروا الحضور وحمله على أكتافهم.
لقد عرفت الساحة الفنية في مملكة البحرين خبر وفاة عبدالله وليد رحمه الله، صباح يوم الخميس 16 مارس، وأكرر “صباحا”، وتم الدفن بعد صلاة العصر بمقبرة المنامة، وهذه فترة كافية للحضور والمشاركة في مشهد الوداع الأخير، لكن مع كل أسف تخلف معظم الفنانين وأهل المسرح عن حضور الجنازة، قد نعذر من كان مسافرا، لكن لا عذر لمن كان موجودا في البحرين ومثل هذه الأخبار المحزنة الأليمة لا تحتاج إلى “أطلس” للبحث عنها، فالخبر ينتشر مع موعد الدفان بسرعة كبيرة نظرا لحجم البحرين. لا أقول هذا الكلام بأبجديات غير معروفة، فقد كنت حاضرا الجنازة ولله الحمد كانت جموع المشيعين كبيرة جدا، تليق بشخصية هذا الفنان الكبير، لكن كنا نتمنى أن يكون للحضور الفني تفوقا مطلقا، لا تخلفا بهذه الصورة التي قد تترك تغييرا رهيبا في حياتنا الفنية.
هناك سؤال واحد خلق معاناة في وجداننا وهو.. كيف يغيب الفنانون عن تشييع صديقهم ورفيق دربهم، بل كان من الواجب حضور “الدفان” ورد الجميل والتأكيد على أن الفنانين البحرينيين إخوة في المسيرة، وكذلك غاب الإعلاميون وانكمشوا في مكاتبهم.
ما أراه إلا سقوطا وعدم فهم قيمة وحقيقة رفقاء الدرب من الفنانين الذين يختارهم الله، فكما عاش بينكم ووسطكم، يفترض أن تكون مواساتكم حقيقية بتوديعه وطبع قبلة الوداع الأخيرة على جبينه قبل أن يرتاح للهدوء والصمت.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية