+A
A-

بول بريمر يعترف: لم يكن بالعراق أسلحة دمار شامل

تزامناً مع مرور عقدين من الزمن على الغزو الأميركي للعراق، والذي بدأ يوم الـ19 من مارس/آذار 2003، بدخول قوة مشتركة من القوات الأميركية والمملكة المتحدة وأستراليا وبولندا إلى بغداد، عاد مجددا إلى السطح اسم السفير بول بريمر.

الأخيرة"الذاكرة السياسية".. لواء كويتي يكشف تفاصيل عن الغزو العراقي

فالسياسي المخضرم الذي وصل إلى العاصمة العراقية يوم 12 مايو/أيار من ذات العام، مشرفا على شؤون العراق بوصفه المبعوث الشخصي للرئيس جورج بوش الابن، لم يكن مجرّد سفير بالنسبة للعراقيين، بل كان حاكما للبلاد مدة من الزمن.

 

ماذا عن "صوابية" قرار الحرب؟

فقد حطّ بريمر في العراق ذاك الوقت بغية تنفيذ أوامر الرئيس الأميركي جورج بوش الابن، والمتمثّلة بتشغيل عجلة الاقتصاد، وتشكيل مسار جديد للحكم في البلاد، إلا أنه ذهب أبعد من ذلك.

ورغم كل التصريحات الأميركية الرفيعة التي أكدت مراراً على أخطاء الغزو فإن لبريمر رأيا آخر، فالسفير مازال مصرّاً حتى اليوم على "صوابية" قرار الحرب. ورأى أن تحرك بوش ليطيح بصدام حسين كان صائباً، معتبراً أن العراق بعد 20 عاماً بات أفضل حالاً، وفق ما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط".

كما لفت إلى أن الثمن الذي تكبده العراقيون كان فادحاً للغاية وكذلك الأميركيون، لكن الفوائد كانت ضخمة.

 

أسلحة الدمار الشامل

أما عن أسلحة الدمار الشامل، فاعترف بريمر أن الاستخبارات أفادت حينها بأن صدام يسعى بجد إلى امتلاك هذا النوع، إلا أنه من الواضح أن هذا لم يكن صحيحاً.

رغم ذلك لفت إلى أن الوكالات الاستخبارية الأميركية لم تكن الوحيدة التي على ثقة من هذا الأمر إنما معها الفرنسيون والألمان والبريطانيون والروس، وعلى ذلك اتفقت وكالات استخبارات هذه الدول على عملية الغزو.

وذكر أن الرئيس بوش أدرك تداعيات القرار، لكن هدفه كان مساعدة العراقيين على استعادة بلادهم اقتصادياً وسياسياً.

 

 

إيران وعراق نوويان

إلى ذلك، رأى أن المنطقة اليوم باتت أفضل حالاً لأنه لو بقي صدام في الحكم، لكانت ستواجه عراقاً مسلحاً نووياً يقف أمام إيران مسلحة نووياً، كما لم يكن ليصير هناك اتفاق إيراني لوقف البرنامج النووي، بحسب تعبيره.

ولفت إلى أن إيران أبطأت وتيرة برنامجها ولم توقفه، بسبب شعورها بالقلق. موضحاً أن الاتفاق الذي توصلت إليه إدارة أوباما مع إيران يجري تقويضه كل يوم من قبل الإيرانيين.

 

مرسومان خاطئان!

أصدر بريمر قائمة طويلة من الأوامر والمراسيم عندما وصل العراق، منها مرسومان تركا تداعيات واسعة النطاق أولهما تفكيك حزب البعث، ثم مرسوم حل الجيش العراقي تركا البلاد في حالة سيئة للغاية.

عن هذا الأمر، رأى السياسي أنهما كانا قرارين صائبين، موضحا أنهما استندا إلى دراسة أميركية عن العراق جاء فيها عام 2002، أنه لا يمكن أن يكون هناك مكان لحزب البعث في عراق ما بعد صدام لأن الحزب شكل الأداة السياسية في يد الرئيس السابق للسيطرة ولإرهاب شعبه، حيث بات لا مكان في عراق ما بعد صدام لحزب البعث.

واعترف أنه ارتكب خطأ هنا عندما حول مسؤولية تنفيذ أمر نطاقه شديد الضيق إلى سياسيين عراقيين، لأنه تحول بعدها إلى أداة تقاتل بين أطراف مختلفة بين العراقيين الذين حاولوا توسيع نطاق التنفيذ، وطرد أكبر عدد ممكن من البعثيين، مثل المدرسين، من وظائفهم.

 

تركيبة الجيش العراقي

كما اعتبر أن تفكيك الجيش العراقي كان خطأ أيضاً، رغم هذا لفت إلى أنه كان لا مكان لهذا الجيش في عراق ما بعد صدام، وذلك لأنه تحوّل لأداة أساسية للسيطرة الجبرية على الشعب العراقي.

وعن كارثة الغزو، قال إنه لم يكن كذلك، بل رأى أن أميركا حققت نجاحا سياسيا واقتصادياً، مشددا على أن العراق اليوم أفضل حالاً بأي مقياس، ويعاني من شيء واحد فقط وهو الفساد.


القبض على صدام.. أسرار كثيرة

أما عن عملية القبض على الرئيس العراقي السابق، فأوضح أنها كانت مهمة الجيش، وأضاف أن الجنرال أبي زيد، قائد القيادة المركزية الأميركية في ذلك الوقت دعاه إلى الانتقال إلى المكتب في الساعة الثانية صباحاً تقريباً في 13 ديسمبر (كانون الأول) 2003، قائلاً: "أعتقد أننا عثرنا على صدام!".

وأضاف أنهم قالوا له إنه يبدو مثله تماماً، ولديه ندب أو شامة أو علامة ما على إحدى ساقيه. وقال: "كان صدام بالفعل.. اكتشفت هذا الأمر في ذلك الوقت، وكان نبأً ساراً".

ويحمل بول بريمر أسراراً كثيرة من مهمته التي بدأت بالعراق في 9 مايو /أيار 2003، وانتهت في 28 يونيو /حزيران 2004.

يذكر أن المهلة الأميركية المطالبة برحيل صدام حسين كانت انتهت في 20 آذار/مارس 2003، ليعلن بعدها الرئيس الأميركي جورج بوش انطلاق العملية العسكرية في العراق.

فانهال يومها وابل من الصواريخ العابرة على أحد أحياء العاصمة العراقية، وعند الساعة 5,35 فجراً، بدأت الحرب وأطلق عليها الأميركيون اسم "عملية حرية العراق".

كما نشرت واشنطن نحو 150 ألف جندي أميركي و40 ألف جندي بريطاني في العراق، لتكون 3 أسابيع فقط كافية من أجل حسم مصير النظام والسيطرة على بغداد في التاسع من نيسان/أبريل.

وتمّ تبرير الحرب حينها بوجود أسلحة دمار شامل نووية وكيميائية على الأراضي العراقية، لكن في النهاية، لم يتم العثور على تلك الأسلحة.