صادف يوم الاثنين الماضي 13 فبراير يوم الإذاعة العالمي، وقد دخلت مدينة الإذاعة الكبيرة من بوابة الصحافة، وتحديدا بداية الألفية وتعلقت بها بفضل أساتذتي، الكاتب الزميل أحمد جمعة، والإذاعي المخضرم الفنان سامي القوز، والإذاعي الرمز سعيد الحمد رحمه الله، والعمة العزيزة المربية الفاضلة بدرية عبداللطيف، فلهؤلاء فضل كبير في احترافي الكتابة للإذاعة بصفة الدوام سواء البرامج اليومية والأسبوعية، أو الأعمال الدرامية، وللأخيرة قصة تمتد كجسور الضياء.
فعندما شرعت في كتابة الدراما الإذاعية الكوميدية، كنت أراعي خصائص الميكرفون، ونواحي امتيازه ونواحي قصوره على السواء، لأنني كنت أدرك أنني أكتب صورة فنية مسموعة أخاطب بها الأذن وحدها مستعينا بخيال المستمع فقط، دون ديكور أو إضاءة أو حركة ممثلين أو تعبيرات على الوجوه، لا شيء إلا الصوت وحده، وعليه أن يحمل وظائف كل العناصر المساعدة الأخرى التي تستعين بها الفنون الدرامية المختلفة. كنت أبحث عن كيفية صهر المواد الإذاعية الخام، الكلمة، والصوت والصمت في مزيج واحد ينقل إلى المستمع نوعا خاصا من التجربة، واستفدت كثيرا من خبرة عدد من المخرجين في الإذاعة مثل الأخ محمد عتيق، والأخ محمد الجابر، والأخ عبدالله الشوملي، وتوجيهات مدير الإذاعة الأخ الشاعر يونس سلمان الذي يضيف لمسات جديدة على كل دورة إذاعية.
الفضائيات أو العملاق الجديد وبالرغم من تحقيقه الانتصارات وسيطرته على معظم أشكال الترفيه، الأخرى، إلا أن الإذاعة مازالت باقية ولها مساحة كبيرة في قلوب وعقول الناس، مثلها مثل الرسم والموسيقى والنحت والمسرح، وشكلت لنفسها لونا من الذوق الفني وستبقى آية كبيرة وكأهم منصات الخطابة على الإطلاق وشباك تذاكرها لا يعرف الخسارة أبدا.
يسقط الكثيرون وتبقى الإذاعة بشخصيتها المستقلة وروعتها وعمق رسالتها الثقافية والإعلامية أمام الجماهير قاطبة.
* كاتب بحريني